مصادر سياسية في اسرائيل تحدثت لـ (المنــار) عن العلاقة المتوترة بين باراك اوباما وبنيامين نتنياهو وتأثيرات ذلك على العلاقات الاستراتيجية القوية بين واشنطن وتل أبيب، فقالت ،أن هناك من يراهن على اهتزاز جسور العلاقة الامريكية الاسرائيلية، فرهانه خاطىء وخاسر، فالعلاقة بين امريكا واسرائيل تتجاوز الادارات في الجانبين ، وأشارت المصادر الى أن طوال فترة ولاية الرئيس اوباما الاولى لم ينجح نتنياهو في ايجاد "التعويذة" لانجاح العلاقة بينهما، غير أن الاوضاع في الولاية الثانية تتغير، فاذا ما أراد أوباما تحقيق النجاح الذي يأمل به في الشرق الاوسط ، فانه مضطر للتعامل مع نتنياهو ، وفي الوقت نفسه، اذا ما أراد نتنياهو ترك بصمات حقيقية وليست دعائية وهمية على ولايته القادمة فهو يحتاج الى كسب ود الرئيس الامريكي وادارته.
وأضافت المصادر أن لا شيء لدى نتنياهو يستخدمه لابتزاز الادارة الامريكية في ولايتها الثانية، خاصة مع وجود أغلبية حول اوباما ترى أن عمر اسرائيل ناهز الستين عاما ، وأنه حان الوقت لأن تعتمد على نفسها، فالتحديات التي تواجه المصالح الامريكية في المنطقة كثيرة جدا، وهي أكثر أهمية من استمرار الرعاية الامريكية لاسرائيل، كذلك، فان حجم الاهتمام الاكبر لامريكا اليوم هو لمصر، فالوفود الامريكية التي تصل الى القاهرة، ويعلن عن جزء بسيط من هذا التوافد، يدل على مدى الاهتمام الامريكي بالساحة المصرية، وترى واشنطن في استقرار مصر، ضرورة لاستقرار الشرق الاوسط، وهي تمثل طرفا رئيسا في المنطقة واي اهتزاز في الجناح المصري، مقابل الاهتزاز الموجود في سوريا سيجعل فرص الانزلاق الى حرب اقليمية كبيرة.
وتؤكد المصادر أنه على رأس جدول أعمال الرئيس اوباما في المرحلة القادمة هو عقد لقاء مع نتنياهو، ومن أجل ذلك، فان الرئيس الامريكي يحاول في هذه الفترة ومن خلال التسريبات اضعاف نتنياهو وليس محاولة استبعاده عن الساحة فهو غير قادر على ذلك، ومسعى من جانب ادارة اوباما التأثير على شكل الائتلاف القادم.
وترى هذه المصادر أن صفحة جديدة ستفتح بين واشنطن وتل أبيب بعد الانتخابات الاسرائيلية، لذلك نتنياهو لن يتسرع في اعلان خطوط اساسية في خطاب الانتصار والفوز في الانتخابات، لأن الاعلان عن ذلك سوف يقيده في أية عملية سياسية قادمة مع الفلسطينيين.
وذكرت المصادر الاسرائيلية لـ (المنــار) أن نتنياهو يدرك بأن الامريكيين غير بارعين في قراءة الشرق الاوسط، قلن تكون هناك في المدى المنظور أية اتفاقيات دائمة مع الفلسطينيين، ولن تضطر أي حكومة اسرائيلية ولسنوات طويلة قادمة أن تواجه تحديات شبيهة لفك الارتباط في غزة، فالفضل حسب المصادر يعود الى هذا المثال الحي.