تحت عنوان "إسرائيل وفلسطين لا تزال على جدول أعمال أوباما"، رأت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" يواجه مشكلة قد لا يكون قادرا على حلها وهي أنه لا تزال عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين تشكل جزءا كبيرا من ميراثه.
وقالت الصحيفة إن "أوباما" قاسى في فترة ولايته الأولى من الأزمات العالمية، وحتى قبل أن يلقى خطاب تنصيبه الثاني، فهناك أمور كثيرة من جدول أعماله تتطلب ردا سريعا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السياسة الداخلية سوف تهيمن خلال العام المقبل على أجندة "أوباما"، حيث إنه سيواجه المزيد من مفاوضات الميزانية الصعبة وشراسة المعركة السياسية حول السيطرة على حمل الأسلحة فى أيدى المواطنين فى الشارع.
وفي الخارج، نرى أن الإرث الذي يتبقي لأوباما من ولايته الأولى سوف يتضمن الطريقة التي تُنهي الصراع في أفغانستان، ورده على الحرب الأهلية في سوريا وعما إذا كان سيُبرم صفقة مع إيران أو سيتجه للعمل العسكري.
وبعد ساعات قليلة من تنصيبه، سوف يتجه الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع، ومن قبيل المصادفة أن هذا التوقيت حتما سيسلط الضوء على واحدة من الخيارات الحقيقية، وما إذا كان سيتبع "أوباما" طريق "بيل كلينتون" و"جورج دبليو بوش" وجعل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين تمثل حجر الزاوية في فترة ولايته الثانية أم لا.
وأكدت الصحيفة أنه في كل مرة يحسب فيها "أوباما" كيفية استخدام رأس ماله السياسي المتبقي المحدود في تلك القضية، تظهر أسباب عديدة تجبره للتراجع عن متابعة عملية السلام بل ويعتقد أنها مأمورية فاشلة. ففي كل مرة كان يحاول فيها لدفع هذه القضية خلال فترة ولايته الأولى، كانت تأتي عليه بنتائج عكسية سياسيا.
وعلى جانبي الصراع، يعاني "أوباما" من عدم وجود شركاء جادين، فعلاقته مع "بنيامين نتنياهو"، الذي من المرجح جدا أن يُعاد انتخابه كرئيس وزراء إسرائيل، كانت صعبة للغاية، ولكن ما يهون الأمر أن الأمريكيين والأوروبيين المؤيدين لعملية السلام ألقوا باللوم على الطريق المسدود الذي أتبعه "نتنياهو" في علمية السلام.
وعلى الجانب الآخر، فإن ضعف "محمود عباس"، رئيس السلطة الفلسطينية، مع ازدياد صعود حماس، وخاصة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل التي اعتبرته نصرا. فضلا عن حالة الأضطراب في سوريا، وهشاشة الحكومة الأردنية ومسألة البرنامج النووي الإيراني التي لا تزال بدون حل، وعدم الاستقرار في المنطقة ، كل ذلك يقوض المزيد من الإمكانات الدبلوماسية وتجبر البيت الأبيض للانتظار حتى تتهيأ ظروف أفضل ويظهر بشكل أقوى.
وختمت الصحيفة قائلة: "إذا اختار "أوباما" تجنب الخوض فى عملية السلام، فإنه بذلك سوف يلقي بظلاله بعيدا عن ادعاءاته لاستعادة الزعامة العالمية الأمريكية. ويمكن أن يُحدث أيضا انقسامات داخل حكومته، وحتى لو لم يفعل أوباما شيئا في هذه القضية، فإن إسرائيل وفلسطين لا تزالان تمثلان جزءاً كبيراً من ميراثه.