2025-05-23 02:31 م

فرنسا وازدواجية المعايير في التعامل مع الأزمات الدولية تحت ذرائع واهية

2013-01-25
القدس/المنــار/ شكل الهجوم على حقل الغاز في الجزائر والنهاية المأساوية لعملية احتجاز الرهائن، وتأثيراتها على الامن الشخصي للرعايا الغربيين والفرنسيين بشكل خاص في دول شمال افريقيا تحديا للدولة الفرنسية والرئيس الفرنسي خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الفرنسية.
وتقول مصادر دبلوماسية اوروببة لـ (المنــار) أن الرئيس الفرنسي يحاول مجاراة الولايات المتحدة وبريطانيا، ومواصلة التدخل العسكري والاستخباري في ساحات يؤمن هولاند الرئيس الفرنسي أنها تحتوي على كثير من المصالح الفرنسية، وبأن على الجيش الفرنسي المساهمة في ميدانيا للحفاظ على تلك المصالح.
ورغم التبرير الفرنسي لهذا التدخل والمتمحور حول المصالح الفرنسية السياسية والاقتصادية، وادعاءات باريس بقطع الطريق على الجهات والعناصر الاسلامية المتطرفة في تلك المنطقة، الا أن هناك ازدواجية في المعايير من حيث التعامل مع الازمات في المنطقة.
ففرنسا التي أغرقت الاراضي الليبية بالتعاون مع دول اخرى بالسلاح من مختلف الانواع لمحاربة نظام معمر القذافي، لم تعد قادرة على منع وقوع هذا السلاح في ايدي مجموعات متطرفة باتت تهدد مصالح الدولة الغربية في دول افريقيا العربية، كما أن المصالح الفرنسية في افريقيا باتت معرضة لهجمات من جانب هذه المجموعات، وهكذا الامر بالنسبة للتدخل الفظ لفرنسا في الازمة السورية ودعمها للعصابات الارهابية.
وتقول المصادر أن العملية المسلحة في الصحراء الجزائرية تسببت في اثارة الخلافات داخل المؤسسات السياسية الفرنسية حول اساليب التعامل مع الازمات ومدى القدرة على حماية الملعب الافريقي من تسلل لاعبين من الميليشيات المسلحة المتطرفة على الاراضي الليبية الى الجزائر والى ساحات اخرى مجاورة، وما تخشاه بعض التيارات داخل فرنسا هو انجرار القوات الفرنسية الى قتال استنزاف يجر المزيد من عناصر الجيش الفرنسي الى الساحات المحيطة بدولة مالي، مما يزيد من الضغط على الشارع الفلسطيني الذي سيصبح عرضة لهجمات انتقامية هو في غنى عنها.