2025-05-23 03:23 م

العدوان الاسرائيلي على سوريا تطور خطير بأبعاد أشد خطورة؟!

2013-02-02
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ اقدام اسرائيل على قصف مركز سوري للابحاث يعتبر تطورا خطيرا في الحرب الكونية الارهابية على الشعب السوري، وتحولا أشد خطورة في موقف الاصطفاف المعادي لابناء سوريا الذين يخوضون مواجهة مستمرة منذ عامين تقريبا، في ظل صمت عربي مريب.
هذا القصف الجوي العدواني من جانب اسرائيل على أحد المؤسسات السورية يأتي في ظل أجواء لها علاقة بهذا التدخل الاسرائيلي السافر، الذي أدخل تل أبيب علانية في هذه المؤامرة، بشكل واضح وصريح، منتقلة من التدخل السري استخباريا وتسليحا للعصابات الارهابية بتمويل خليجي، الى المشاركة العلنية، مما يعني أن هذا العدوان يشكل بداية جديدة في مؤامرة تدمير الدولة السورية وتمزيق وحدة اراضيها، وبترتيب مع قوى التآمر وفي مقدمتها واشنطن وأنقرة والرياض ولندن والدوحة وباريس.
العدوان الاسرائيلي يأتي مع تصاعد الخسائر في صفوف الارهابيين الذين يتدفقون على الاراضي السورية من دول مجاورة، وما يسود صفوفهم من اقتتال وصراع وتمزيق سعيا وراء المكاسب المالية وتقاسم الغنائم وسرقة مقدرات أبناء الشعب السوري، وبيعها بترتيب مع حكام انقرة في الاسواق والبلدات التركية، فرغم التجييش والتجنيد والدعم المالي والتسليح المستمر الا أن قوى التآمر والعصابات العاملة لديهم، فشلت في تحقيق أهداف المؤامرة، واضطرت قيادات هذه العصابات التي تحمل أسماء عدة الى المناداة بحلول سياسية تفاديا للهزيمة الكبرى النهائية، واستعادة سوريا لدورها ومكانتها.
واقدام اسرائيل على عدوانها يجيء في ضوء الخدمات الاستخبارية التي تقدمها أجهزة الأمن الخليجية والتركية والغربية والطواقم المدربة التي تشرف عليها قيادات أمنية اسرائيلية والمنتشرة في مناطق سورية تحت حماية العصابات الاجرامية التي تمارس القتل والتخريب والتهجير، وهو عدوان يتزامن مع الزيارات السرية التي يقوم بها مسؤولون سياسيون وأمنيون قطريون وأتراك الى اسرائيل، ومنها تلك التي تمت في شهر كانون ثاني الماضي وكشفت عنها (المنــار) مؤخرا، وهي زيارات تشكل امتدادا لتنسيق أمني متطور بين أطراف المؤامرة، وترجمة لاستجداء قطر وتركيا وغيرهما اسرائيل بالمشاركة الصريحة العلنية في الحرب التي يتعرض لها الشعب السوري، من خلال شن هجمات عسكرية على أهداف سورية، حملت ذرائع شتى، تبريرا لهذه العدوانية القذرة لتخويف سوريا وشعبها، وبهدف القضاء على اية محاولات تبذل من أجل التوصل الى حل سياسي للأزمة، مستندا الى الخطاب التاريخي الهام الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الاسد مؤخرا، وهو خطاب الحرص والتحدي والشجاعة دفاعا عن سوريا ودورها، وقد فشلت جهات التآمر على امتداد عامين في تحقيق أهدافها.. وخضعت مواقف عدد من هذه الجهات لحسابات عديدة مقلقة في حال أقدمت على شن عدوان عسكري على الشعب السوري، وهذا ما تسعى اليه تركيا ودول خليجية تحت يافطة الجامعة المسماة بالجامعة العربية المخطوفة من قبل الخلايجة، بمطالبة مجلس الامن الدولي تطبيق الفصل السابع ، أي شن عدوان ارهابي بتحالف واسع على ابناء سوريا.
الواضح أن دولا عديدة في المنطقة، تخشى ثبات الشعب السوري وتماسك جيشه وقيادته، ونجاح هذا الشعب في دحر المؤامرة الارهابية. هذه الدول تبتاع السلاح من اسرائيل وتنسق معها استخباريا، وتتجسس لحسابها، وتنفذ عمليات قتل واغتيال ترجمة لتعليمات تل ابيب، وتستجدي اسرائيل للمشاركة العلنية العسكرية في المؤامرة القذرة وتهيء لهذه المشاركة التبريرات والحجج الواهية، وهو استجداء يؤكد اقتراب هزيمة المتآمرين على سوريا.
ان التطور الخطير المتمثل في العدوان الاسرائيلي على سوريا، يضع الامة العربية أمام مسؤولياتها، بعد هذا الصمت الطويل، وهي ترى التحالف التركي الخليجي الاسرائيلي وابعاده الخطيرة، هذا العدوان استخفاف بهذه الامة، ويفتح الباب على مصراعية لاستكمال المخطط الصهيوني الامريكي في الساحة العربية، بتمويل خليجي، واسناد ميداني واستخباري من جانب تركيا التي لا تريد خيرا للامة، بل تسعى الى تفتيتها وسرقة خيراتها والتي تفتح اراضيها لمرور الارهابيين، وما يقومون به من سرقات داخل الاراضي السورية.
ان القيادة الاسرائيلية التي شاركت في اعداد المخطط الارهابي الدموي ضد الشعب السوري، التي نفذت علانية الرغبة الاولى من رغبات تركيا وقطر بضربها أحد مراكز البحث السوري ، بعد استجداء طويل وارتماء على اقدام اركانها من جانب حكام انقرة والدوحة.. هذه القيادة وعلى رأسها بنيامين نتنياهو استغلت ما يجري في سوريا وما تشهده الاراضي السورية من جرائم وفظائع على ايدي ارهابيين مغموسين بثقافة الدم والتخريب، لمساعدته في تشكيل حكومته، ووجد فيها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك فرصة ليختتم عمله بالعدوان على سوريا والتغطية على فضيحة التنصت داخل هيئة اركان الجيش، بمعنى أن للعدوان هدفين خارجي وداخلي.
وبديهي أن العدوان الاسرائيلي ستكون له تبعات خطيرة في المنطقة، ما دامت تل أبيب دخلت مباشرة على خط المؤامرة، فهو تطور بالغ الخطوة من جوانب عدة، وما يثير القرف والاشمئزاز هنا، أن العصابات الارهابية وقياداتها كانت "تكبر" وهي تشاهد قصف الطيران الاسرائيلي للمؤسسة السورية، انها ثقافة الدم والاجرام تمارسها عصابات ارهابية تتستر بالدين وهي منه براء، تقتل وتغتصب وتسرق وتنهب وتخون وتتجسس وترتكب الفظائع باسم الدين.
اما الشعب السوري بجيشه وقيادته، فهو يدرك ابعاد المؤامرة على بقائه ووحدته وارضه، وماض في مواجهة هذه الحرب الارهابية الشرسة، مصمم على دحر العدوان بكافة اشكاله، ومهما بلغ عدد اطرافه عربيا واقليميا ودوليا.