القدس/المنـــار/ الزيارة المرتقبة التي اعلن عنها للرئيس الامريكي اوباما الى الشرق الاوسط ويزور خلالها اسرائيل والمناطق الفلسطينية وعواصم اخرى في المنطقة، تشكل فرصة مناسبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لافتتاح ولايته الثانية بصفحة جديدة من العلاقات مع الرئيس الامريكي. وذكرت مصادر دبلوماسية امريكية لـ (المنـــار) أن اوباما يصر على تحقيق انجاز معقول في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وعلى القيادتين الاسرائيلية والفلسطينية التعاون مع اوباما لتحقيق ذلك، وعدم وضع العراقيل في طريق استئناف المفاوضات للوصول الى اتفاق مقبول على الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني. وتوقع المصدر الامريكي ان يتراجع الطرف الفلسطيني عن شروطه المسبقة لاستئناف المفاوضات، لأن الاجواء التي تسعى الولايات المتحدة الى توفيرها لاطلاق عملية التسوية وانهاء الجمود لن تسمح بوجود شروط وصفها المصدر بالاستباقية لاستئناف المفاوضات.
ويقول المصدر الامريكي أن الادارة الامريكية ستركز في المرحلة القادمة على توفير الاجواء والارضية المناسبة لاستئناف ناجح للاتصالات والمفاوضات بين الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني من خلال دعم مساعي بناء الثقة بين الجانبين، عبر الكثير من الاجراءات والخطوات.
لكن المصدر الامريكي اكد في نفس الوقت بان على جميع الاطراف عدم رفع سقف التوقعات من هذه الزيارة رغم النوايا الامريكية الحقيقية لاستئناف الاتصالات والمفاوضات الاسرائيلية ـ الفلسطينية، وشدد المصدر على أن احد اهداف الزيارة هو التأكيد على عمق العلاقة الامريكية الاسرائيلية وتطمين القيادة الاسرائيلية في ظل خطوات امريكية لاغلاق بعض الملفات العالقة في المنطقة بالطرق السياسية .
وترى دوائر سياسية أن الاعلان عن هذه الزيارة سيؤثر بالتأكيد على "التضاريس" في الائتلاف الحكومي القادم الذي يعمل نتنياهو وبجد في هذه الايام على تشكيله، فنتنياهو لن يستطيع استقبال الرئيس الامريكي بائتلاف حكومي يقيد التحركات السياسية في عملية التسوية و "يطفىء" شعلة الامل باستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين، ولهذا السبب ستنعكس انباء تلك الزيارة المرتقبة على المفاوضات الائتلافية وستفتح الباب واسعا امام دخول عناصر معروفة برفع راية السلام مع الفلسطينيين كالحركة برئاسة ليفني وعناصر اخرى لا تقيد عمل نتنياهو في الشق السياسي مع الفلسطينيين كيائير لبيد وفي نفس الوقت ستؤدي الى استبعاد عناصر يمينية واحزاب استيطانية كحزب "البيت اليهودي" برئاسة نفتالي بينت.
وتقول الدوائر ذاتها ان هذا الاعلان سيؤثر بشكل او بآخر على الحراك في الساحة الفلسطينية بشأن المصالحة بين حركتي فتح وحماس، لكن، من غير الواضح اذا ما كان هذا التأثير وفي ظل بروز الاسلام السياسي المدعوم امريكيا سيكون تاثيرا ايجابيا فيما يخص انجاز المصالحة وانجاح اللقاءات التي تستضيفها القاهرة.