وعلى رأس هذه المسائل والقضايا جاء الموضوع النووي الايراني، والرئيس الامريكي، استنادا الى مصادر دبلوماسية امريكية يرغب في منع انفجار وانهيار المساعي السياسية والدبلوماسية التي تنشط من أجل حل هذا الملف، ومحاصرة القوى التي تحاول جر الولايات المتحدة الى تصعيد عسكري ضد ايران.
أما الموضوع الثاني في ترتيب الاولويات الامريكي فهو الموضوع السوري وطبيعة الحل لهذه الازمة، وهي مسألة مرتبطة بالمسألة الثالثة ذات التأثير الكبير على قرار اوباما التوجه الى الشرق الاوسط، وهي مسألة حماية ما أسمته المصادر بـ "حلم التغيير" في المنطقة الشرق أوسطية بأدوات الاسلام السياسي، فالرئيس الامريكي يخشى من حالة الركود التي يعاني منها هذا المخطط في ظل اطالة الازمة السورية، لهذا السبب يسعى اوباما من خلال زيارته المرتقبة للمنطقة ارسال رسائل دعم ومساندة للقوى الحليفة لامريكا والتي تشاركت معه في دعم ما يسمى برياح الربيع العربي، فهذه القوى بدأت تشعر بأن الخطة الامريكية لم تعد قابلة للتطبيق، وتخشى من تورطها وانسحاب الولايات المتحدة التدريجي بحثا عن حلول سياسية، وترك القوى المذكورة وحيدة تقطف أشواك ما زرعته من تجييش وتحشيد ضد الشعب السوري طوال الفترة الماضية.
وذكرت مصادر أمريكية مطلعة لـ (المنــــار) أن الرئيس الامريكي سوف يستغل تواجده تحت غطاء مقبول اوروبيا وعربيا، وهو غطاء دعم عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، من أجل توجيه رسائل الى جهات معادية للسياسة الامريكية وعلى رأسها ايران وسوريا، كما أن زيارة اوباما المرتقبة الى المنطقة وحسب ما تراه المصادر تأكيد على أن الازمات الداخلية الامريكية، لن تجعل واشنطن تبتعد عن الشرق الاوسط، فالاوضاع في هذه المنطقة مرتبطة ارتباطا قويا بالمصالح الامريكية.
أما الملف الذي يحظى بالمرتبة الرابعة في اولويات اوباما فاحتله الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وبالنسبة لهذا الموضوع، ترى المصادر ذاتها أن واشنطن ترغب في تدخل تدريجي في هذا الملف الشائك، وأن يبدأ هذا التدخل بمراقبة امريكية للاداء الاسرائيلي والفلسطيني في قاعة المفاوضات، وأن على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي أن لا ينتظرا الخطوة الاولى من جانب الادارة الامريكية ، بل يجب أن تكون هناك خطوات متبادلة بين الجانبين، مع توفر أفكار لانطلاقة ايجابية في مفاوضات الحل السياسي.
وتضيف المصادر أن واشنطن ترغب في منع نشوء حالة من التفاؤل الوهمي، ولهذا السبب ستكون جولة الرئيس اوباما وكلماته وخطاباته واقعية ولن ترفع كثيرا من سقف التوقعات والاماني، وأن على اسرائيل والفلسطينيين أن يدركوا بأن عليهم السير في مسار التفاوض المباشر، وكشفت المصادر عن دبلوماسي امريكي رفيع المستوى أن ادارة الرئيس اوباما تؤمن بأن الظروف الحالية في الساحة الفلسطينية وفي اسرائيل ايضا غير ملائمة للتوصل الى اتفاقيات دائمة وذلك لاستحالة تطبيقها، وبالتالي، مطلوب من القيادة الفلسطينية أن تتعامل بكثير من الواقعية وأن لا تحاول طرح أفكار وحلول لات توجد ولا تتوفر الارضية المناسبة لتطبيقها وتنفيذها على الأرض.
وكشفت المصادر عن أن الادارة الامريكية تؤمن بأن القيادة الاردنية، سيكون لها دور مهم وحيوي في دعم الاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية ، وأن الدور الأردني سيشكل الوكيل الاول للولايات المتحدة في مراقبة أداء الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.