واستنادا الى تقارير أمنية، فان اتصالات تجري على مستويات عالية وبسرية تامة بين عدة أطراف وجهات برعاية امريكية كاملة بهدف وضع استراتيجية محكمة لمحاصرة حزب الله، وتشارك اسرائيل في هذه الاتصالات بقوة والتي شملت عقد لقاءات في أكثر من عاصمة ، وتبذل مع أصدقاء لها في المنطقة كتركيا ودول خليجية جهدا كبيرا لتحقيق هذا الغرض على عدة مراحل لحصار حزب الله، الذي تقول اسرائيل أنها لم تغلق صفحة الحساب معه في العام 2006، وتقول مصادر خاصة لـ (المنــار) اطلعت على هذه التقارير أن اللافت هنا هو الاتساع الكبير لمجموعة العمل، ومشاركة أطراف عربية، وقوى لبنانية معروفة بتبعيتها لاجهزة الأمن الامريكية والاسرائيلية.
وتعمل هذه المجموعة بشكل متكامل وبتنسيق عال وعلى عدة مستويات ميدانية واعلامية ودبلوماسية واستخبارية، ويبدو أن هناك قرارا أمريكيا اسرائيليا باتفاق مع أطراف في المنطقة لتسريع الخطوات والاجراءات لاستهداف حزب الله بأشكال ووسائل مختلفة غير مباشرة، ودون توريط اسرائيل في حرب جديدة مع الحزب، وهذا يعني استخدام أساليب وأدوات مختلفة محلية واقليمية للقيام بمهام محددة ضد حزب الله تشمل العمل العسكري الميداني، كالتفجير وتوتير الاوضاع في المناطق التي تعتبر موالية للحزب، مع تكثيف العمل الاستخباري وجمع المعلومات وهو ما حققت فيه الجهات المتابعة استخباريا لنشاط الحزب شوطا كبيرا في ضوء التعاون والمشاركة من جانب أطراف في المنطقة.
وتحدثت المصادر عن أن التصريحات الاخيرة التي اطلقتها ما تسمى بالمعارضة السورية ذات العلاقة القوية مع أجهزة استخبارية أمريكية واسرائيلية وتركية وخليجية، تدعي قيام حزب الله عبر وحدات تابعة له بملاحقة "عناصر المعارضة" في القرى الحدودية بين سوريا ولبنان، هذه التصريحات تأتي في اطار عملية خلط الاوراق، واخفاء البصمات لأية عمليات مستقبلية قد تستهدف أهدافا لحزب الله.
وتضيف المصادر أن المجموعة التي تعتبر اسقاط حزب الله واضعافه من معادلة التأثير داخل الساحة اللبنانية مهمة حيوية لا تقل عن أهمية اسقاط النظام السوري، وتصريحات "المعارضة السورية" شكلت غطاء وفتحت نافذة لهامش آمن من العمليات الميدانية الدقيقة ضد مواقع حيوية تابعة لحزب الله.
وكشفت المصادر عن أن جهات أمنية امريكية واسرائيلية فوجئت من حجم الرغبة لدى عواصم وجهات عربية في المشاركة في الجهود التي تستهدف حزب الله، وأن هذه العواصم والجهات طرحت سيناريوهات تقوم على مشاركة اسرائيلية أكثر فعالية في العمل الميداني العسكري ضد الحزب من خلال حرب جديدة.