ان حالة الاضطراب وعدم الاستقرار في دول الشرق الاوسط وانشغال هذه الدول في شؤونها الداخلية سيوفر التوقيت والاجواء المناسبة الافضل لاسرائيل وبمساعدة امريكية لاغلاق الكثير من الملفات المفتوحة في الصراع الاسرائيلي العربي.
دبلوماسي أمريكي كبير أكد في حلقة النقاش التي أقامها المركز المتخصص في شؤون الشرق الاوسط أن على اسرائيل والولايات المتحدة استغلال الفترة الراهنة والتشاور معا لاعداد "مبادرات" و "طروحات" معقولة لاغلاق ملفات مفتوحة في الصراع العربي الاسرائيلي، أو استغلال مبادرات مطروحة على الساحة، مثل، مبادرة السلام العربية والعمل على تعديلها بشكل يتلاءم مع الواقع الحالي للخروج بتسوية شاملة قابلة للتطبيق.
وأضاف الدبلوماسي الامريكي في مداخلته أن باضعاف القيادة السورية ستكون الافاق اكثر انفتاحا وانفراجا لانجاز حل ترضى عنه اسرائيل، حيث رفضت دمشق العديد من الحلول الانتقالية بشأن الجولان، وأشار الدبلوماسي الامريكي الى أن ما تشهده الدول العربية الان سوف يخلق معسرا عربيا "متفهما" لانهاء الصراع مع اسرائيل، وفتح ملف المبادرة العربية وادخال تعديلات على بنودها بما يضمن موافقة اسرائيل عليها، وتمريرها في مؤسسات العمل العربي المشترك كالجامعة العربية التي باتت تحت أمرة وتعليمات دول الخليج، وأن يتم "توسيع" هذه المبادرة لتشمل ايضا "حلولا واقعية" تتعلق بالساحة الفلسطينية وبشكل خاص الضفة الغربية، وحل الخلاف الحدودي مع لبنان فيما يتعلق بمنطقة مزارع شبعا، والاعلان عن انهاء النزاع في المنطقة.
وجاء في ملخص النقاش أن جميع هذه التطورات والتغيرات الايجابية في المنطقة يمكن أن نشهدها في حال تمت ادارة الاوضاع في الشرق الاوسط بالصورة التي تأمل وتخطط لها الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.
ودعا المجتمعون المشاركون في حلقة النقاش اسرائيل الى التحرك سريعا واستباق عمل الادارة الامريكية القادمة سواء أكانت ديمقراطية أو جمهورية بطرح مبادرة تتلاءم مع احتياجاتها الامنية، وأن تحصل في هذه المرحلة بالتحديد على ضمانات لتعامل ايجابي امريكي مع تلك المبادرة ودمجها بالمبادرة العربية، وأن تقوم واشنطن بعد ذلك بتغليفها وطرحها كمبادرة امريكية، او امريكية اوروبية مشتركة لحل الصراع العربي الاسرائيلي والاعلان عن نهاية هذا الصراع.