وقراءة سليمة للواقع في المنطقة، وتحديدا في الساحات التي سيزورها الرئيس الامريكي، ندرك أن زيارته لن تحقق ما يرنو اليه المتفائلون، وانها ستضاعف حجم التشاؤم، فهو قادم الى اسرائيل، في زيارة حج فرضتها رغبات اليهود، وخطوة من جانبه لارضائهم من خلال مواقف وتصريحات سيتخذها ويطلقها في سماء المنطقة القادم اليها، عنوانها تحالف المصالح بين أوباما ونتنياهو، وبين واشنطن وتل أبيب، فلا وجود لأفق سياسي جديد بالنسبة لعملية السلام، ولن نرى انطلاقة حقيقية لعملية سلام يحلم بها دعاة حل الدولتين.
فحكومة نتنياهو المرتقبة غير مهيئة لاتخاذ قرارات مصيرية بحجم اتفاق دائم مع الفلسطينيين ، لأن اي اتفاق كهذا يحتاج الى عمليات انسحاب حقيقي من أراضي في الضفة الغربية ، وهو لا يمتلك دعما حقيقيا مؤثرا ومقررا داخل حزبه، وأيضا لا يمتلك موقفا مشجعا في أي ائتلاف قادم قد يشكله.
فرئيس الوزراء الاسرائيلي الذي كان يمتلك قوة وحكومة مستقرة في ولايته السابقة، وقادرا على تحقيق انجازات مع الفلسطينيين، لن يقدم على خطوة تشكل انفراجا في عملية السلام في ظل حكومة ضعيفة لن يستطيع أي شخص منحها بوليصة حياة لأربع سنوات قادمة.
وفي الجانب الفلسطيني، فان أية تغييرات في ساحته سيكون عنوانها البدهي: انهاء الانقسام والابتعاد عن فكر "المفاوضات بلا نهاية" مع اسرائيل، والرغبة في تغيير حقيقي للاوضاع في الساحة الفلسطينية، وتحاوز أي طرف لا يرغب في التوافق مع هذا التوجه المتنامي في الشارع الفلسطيني ، ولهذا السبب فان رئيس وزراء اسرائيل والرئيس الأمريكي باراك اوباما يرغبان في استباق أية مفاجآت شعبية فلسطينية، بمحاولة اعادة الافق الساسي الى صورة الوضع، وانهاء حالة التدهور الاقتصادي الذي بات يهدد بقاء السلطة.