2025-04-13 11:48 ص

دعوات لاعلان غزة منطقة مجاعة

2025-04-12

أكّدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن قطاع غزة وصل إلى مرحلة متقدّمة من المجاعة، وحذّرت من تداعيات هذه الحالة على حياة وصحة المواطنين، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن، مطالبة السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة بتبني إعلان قطاع غزة "منطقة مجاعة".

وحمّلت الشبكة، في مؤتمر صحافي عقدته، اليوم، في البيرة الملاصقة لرام الله، وسط الضفة الغربية، جميع الأطراف مسؤولياتها تجاه هذه الكارثة غير المسبوقة، التي تُهدّد حياة أبناء قطاع غزة، وبخاصة الأطفال والنساء. وجاء في بيان تلاه حلمي الأعرج، عضو الهيئة التنسيقية في شبكة المنظمات الأهلية، أن هذا الإعلان بات أمراً حتمياً لإنقاذ حياة الفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بما في ذلك القصف وارتكاب المجازر ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، ونفاد أغلبية مخزونات الغذاء والمساعدات الطبية والوقود ومواد النظافة، وتوقف عمل المخابز وكثير من المطابخ المجتمعية، وقصف مخازن الغذاء والدواء ومحطة تحلية المياه، ومنع دخول لقاحات شلل الأطفال والأدوية والمكملات الغذائية وغيرها من المواد المنقذة للحياة.

حلمي الأعرج، عضو الهيئة التنسيقية في شبكة المنظمات الأهلية (العربي الجديد)
حلمي الأعرج، عضو الهيئة التنسيقية في شبكة المنظمات الأهلية (العربي الجديد)
وأكد البيان ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وفتح جميع المعابر لقطاع غزة، وضمان وجود ممرات إنسانية آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والطواقم الطبية والإغاثية. وتطرّق الأعرج إلى وجوب محاكمة قادة دولة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية"، واستخدام التجويع سلاح حرب، ووقف الإمدادات العسكرية للحكومة الإسرائيلية وجيشها، خاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ووقف مرور شحنات الأسلحة عبر موانئ ومطارات وأراضي الدول الأخرى، بعد تبيان أن تلك الأسلحة تستخدم في انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.

وحمل بيان شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، دعوة مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إسرائيل لوقف عدوانها على قطاع غزة ورفع الحصار بشكل كامل، وتجميد عضوية إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ورحّبت الشبكة برفض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمخطط الاحتلال المتعلق بتولي مسؤولية توزيع المساعدات، عبر تدابير مقترحة تنتهك المبادئ الأساسية للعمل الإنساني.

نداء قبل تفاقم الكارثة في قطاع غزة
وأوضحت الشبكة أنها أطلقت هذا النداء من أجل تدارك الموقف وقبل أن تتفاقم الكارثة الإنسانية وتنتشر الوفيات بسبب المجاعة والأمراض، متسائلة في بيانها: كم طفلاً فلسطينياً يجب أن يموت جوعاً حتى تتحرك الدول؟ وكم مستشفى يجب أن ينهار؟ وكم طبيباً ومسعفاً وعامل إغاثة وطفلاً وامرأة يجب أن يقتلوا قبل أن يتحرك العالم؟


بدوره، قال مصطفى البرغوثي رئيس شبكة المنظمات الأهلية، ورئيس جمعية الإغاثة الطبية، في كلمته: "في هذه اللحظة نشعر بحجم الخطر الهائل الذي يتهدد شعبنا بكل مكوناته في قطاع غزة، الآن دخلت غزة في المجاعة، هي مجاعة حقيقية بعد حصار شامل منذ 40 يوماً".

 مصطفى البرغوثي رئيس شبكة المنظمات الأهلية (العربي الجديد)
مصطفى البرغوثي رئيس شبكة المنظمات الأهلية (العربي الجديد)
وأكد البرغوثي أن الاحتلال يقوم بثلاث جرائم في قطاع غزة هي: الإبادة، والتطهير العرقي، والعقاب الجماعي بما فيه التجويع. وحذّر من خطورة الترحيل المتواصل في قطاع غزة بهدف إنشاء معسكرات اعتقال، تحت مسمى كاذب هو مناطق إنسانية يوضع فيها المواطنون في ظروف قاتلة لتنفيذ عملية التهجير، مثمناً رفض الأمين العام للأمم المتحدة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على المساعدات.

ومن غزّة وعبر تقنية الفيديو، قال مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا: "إن اللحظات الراهنة هي الأسوأ على قطاع غزة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية". وأضاف: "لم نشهد مثل هذه الكثافة من القصف الإسرائيلي، وهذه المجازر التي تستهدف المناطق التي يوجه الاحتلال أبناء شعبنا للنزوح إليها، المواصي تستهدف يومياً وتحرق فيها خيام النازحين، ولم نشهد إغلاقاً للمعابر ومنع دخول المساعدات كما يحصل منذ 38 يوماً".

وتابع أن "حصة الفرد من المياه تناقصت بشكل كبير، لتصل في بعض الأحيان إلى 3 أو 5 لترات فقط، وإن التكيات والمطابخ المجتمعية التي تعمل مؤسسات المجتمع المدني من خلالها، لم تعد قادرة على العمل في ظل النقص الكبير من المواد". وحذر الشوا من خطورة نقص مواد التنظيف، وانتشار عشرات الآلاف من الأطنان من النفايات في المناطق السكنية وقرب مراكز الإيواء، في ظل منع الاحتلال ترحيلها. وأفاد بأن "الاحتلال يمعن في تعميق الأزمة الإنسانية، ويجعل القطاع غير صالح للعيش، وصلنا إلى المرحلة الأخطر، وعلى الجميع أن يتدارك تبعاتها وتداعياتها على الأطفال والنساء، في ظل المجاعة والمرض والعطش والقتل المستمر لأبناء شعبنا الفلسطيني، إنه نداء يختلف عن أي نداء آخر في هذه اللحظات ليعمل الجميع على إنقاذ ما يمكن إنقاذه".

وفي إجابة عن سؤال لـ"العربي الجديد" حول سبل الضغط من أجل الاستجابة لهذا المطلب كونه الثاني لمنظمات المجتمع المدني الفلسطينية، إذ طالبت به خلال مرحلة التجويع الأولى في شمال قطاع غزة مايو/أيار من العام الماضي، ولم تجر الاستجابة له، قال عضو الهيئة التنسيقية لشبكة المنظمات الأهلية ومدير مركز بيسان للبحوث أبي العابودي "إن إعلان منظمات المجتمع المدني هذه المرة هو بمثابة دق ناقوس الخطر مرة أخرى". وتابع العابودي: "نقول بشكل صريح إن قطاع غزة يمرّ بمجاعة، وهناك مسؤولية على السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة لإعلانها، لماذا لم تعلن الأمم المتحدة حتى الآن؟ ولماذا لم تعلن السلطة.. هذا سؤال مشجع لطرحه عليهما".

وأضاف: "أثر المذبحة لن يبقى في غزة، والمطلوب العصيان المدني الدولي، ومطلوب من عمال الموانئ رفض تحميل الأسلحة التي تذهب إلى الاحتلال، ومن كل العسكريين في العالم التحرك، كما هو مطلوب تحرك الأدوات الدولية". وشدد المتحدث على أن ما يحصل في غزة لو حصل في أي مكان في العالم، لكانت قوات حفظ السلام تؤمن المعابر، ودخول المساعدات، وهو ما لا يحدث في غزة.

وفي إجابته، قال مصطفى البرغوثي: "إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني ليس فقط مجاعة وتطهيراً عرقياً، بل أكثر من ذلك"، مشيراً إلى حجم الإعدامات الميدانية التي يجري تنفيذها، كما جرى لفريق الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني الفلسطيني في رفح، حيث وجد بعضهم مقيدي الأيدي ودفنوا بالرمال قائلاً: "لا أعتقد أنه قد جرى في العصر الحديث جرائم بهذا الشكل". وتابع: "يترتب على إعلان المجاعة أن العالم كله يتحمل مسؤوليته بما في ذلك الشعوب التي عليها الضغط على الحكومات، من يستطيع فوراً تغيير الواقع؛ 57 دولة عربية وإسلامية، إذا ما قررت إرسال قافلة إنسانية تكسر الحصار، وإذا ما فعلت ذلك ستكسر الحصار، فهل ستجرؤ إسرائيل على قصف قافلة لـ57 دولة؟".

عن العربي الجديد