القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ اللقاء الفلسطيني الاردني على أعلى المستويات الذي عقد في عمان بين الرئيس محمود عباس والملك عبد الله الثاني ، يأتي في مرحلة مفصلية، يمر بها الشعبان الشقيقان، وكلاهما في دائرة الخطر والغدر.فشعب فلسطين يتعرض لخطر أعتى احتلال عرفه التاريخ، تدعمه الدولة الاقوى في العالم الولايات المتحدة، وتخوض حروب هذا الاحتلال دول يتحكم فيها حكام خوارج جدد، هم جواسيس العصر كما هو الحال في مشيخة قطر، يسعون الى تفتيت الأمة أرضا وشعوبا لصالح برنامج أمريكي صهيوني يستند الى الدموية والارهاب في خطوات التنفيذ كما هنو حاصل في سوريا.
وهذا البرنامج المخطط يستهدف في الدرجة الأولى تصفية القضية الفلسطينية، حقوقا وتمثيلا، لصالح قوى قبلت أن تكون المقاولة لتنفيذ هذا البرنامج التخريبي من خلال تفكيك جيوش الدول ذات التأثير في الساحة العربية، سوريا ومصر والعراق.
اللقاء بين الرئيس والملك في العاصمة الاردنية، يأتي بعد ايام قليلة من عقد القمة الفيضحة، في عاصمة الخوارج بالدوحة، واتضح خلالها أن جواسيس العصر بدأوا المرحلة الثانية من تآمرهم، وهي مرحلة تصفية القضية الفلسطينية وتركيع شعبها وشطب ممثله الشرعي الوحيد، وكذلك الغدر بالأردن الرافض التورط في مؤامرة التصفية هذه، والذي يتعرض لضغوط وابتزاز وتهديد تستهدف جره الى مستنقع الارهاب الذي يتعرض له شعب سوريا، لتصبح ساحة الأردن مرتعا للظلاميين والتكفيريين ومعسكرا للارهابيين وشذاذ الافاق.
ويدرك الاردن أن هناك محاولات للفدر به للالتحاق بركب الساعين الى تصفية القضية الفلسطينية بدلا من أن يكون العمق الآمن لشعبها، اذا، الاردن وفلسطين في دائرة الخطر الشديد، وقمة القرصنة في الدوحة التي حاول فيها جواسيس العصر قيادة الأمة، والتحكم بمصير قضاياها، أشعلت الضوء الأحمر في رام الله وعمان، في وقت تتصاعد فيه وفق مخطط ممنهج الاعتداءات على الأرض والمقدسات في فلسطين، بعد ترسيم واشنطن لاسرائيل وتركيا وكيلين للولايات المتحدة في المنطقة، تخوضان حروبها بتمويل خليجي. وتكشفت خيوط مشاركة قوى في الساحتين الاردنية والفلسطينية في برنامج "المقاولة".
القيادة الفلسطينية أدركت كل ما يدور من تحركات ودسائس وتآمر وردت برفض قاطع الانضمام الى قطيع المتآمرين على الشعب السوري وحذرت بقوة من المساس بحقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته وقدسية الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين.والأردن على طريق اتخاذ موقف جريء لصالح شعبه يرفض التورط في الأزمة السورية، خشية استباحة ساحته بهذا الشكل أو ذاك، ميدانيا واستخباريا أو تدريبا وتسهيلا لتحركات القتلة والمرتزقة. مؤكدة بصراحة وصدق تعزيز التنسيق مع القيادة الفلسطينية في مواجهة خطر تصفية قضية شعبها، واستهداف المقدسات الاسلامية، تنسيق في مواجهة أخطار عاتية قادمة تستهدف الساحتين الاردنية والفلسطينية، القضية الفلسطينية والسيادة الاردنية، وعلى خلفية ما تم ذكره، جاء لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني في عمان، هذا اللقاء الذي اثار أصحاب المساعي والتحركات المشبوهة متزعمين ومقاولين، وفي مقدمتهم قادة الاحتلال في تل أبيب، واولئك المشوهين للحقائق الذين يمتهنون نشر الشائعات المتساوفين مع البرنامج الامريكي في المنطقة. وما تم التوقيع عليه من اتفاق دعت اليه وزارتا الأوقاف في الجانبين للدفاع عن المقدسات خطوة على طريق تنسيق العمل المشترك وتعزيز العلاقات المميزة بين فلسطين والاردن.
ويتضح أن الرئيس والملك يشتركان في غضبهما على مشيخة قطر التي استضافت القمة المهزلة التي صدمت بنتائجها شعوب الأمة، واعتقد حمد خلالها أنه خرج من دائرة الصغار الى نادي الكبار فراح يطلق نصائحه في وجوه الحكام المتواجدين، متحدثا عن الديمقراطية وهو المأجور الداعم للقتل والارهاب والظلاميين في سوريا، لقد أدرك الملك الأردني والرئيس الفلسطيني حقيقة التهميش الواضح للموضوع الفلسطيني والاكتفاء باطلاق الشعارات الفارغة والتلويح بالدولار ابتزازا واذلالا.
ان المرحلة الحالية وفي ظل خطورة ما يجري في المنطقة، تفرض على القيادتين الاردنية والفلسطينية الحذر والتنسيق الدائم ودعم العلاقات التاريخية المتميزة بين الشعبين الشقيقين، والابتعاد عن دائرة الخطر والتوريط، وصد كل محاولات المساس بساحتيهما وبعلاقاتهما، والوقوف في وجه مخططات تصفية القضية وتدنيس المقدسات وتهويد القدس، والدفاع عن سيادة الاردن على اراضيه، وافشال محاولات شطب منظمة التحرير مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن الحرب الارهابية على الشعب السوري تستهدف في الدرجة الاولى ايضا شعب الأردن وفلسطين.