وتختلف تصريحات اوباما كثيرا عن فترة ولايته الاولى وتحديدا عن النصف الأول من الولاية الأولى، فهو يتبع منذ النصف الثاني من ولايته الاولى سياسة مختلفة عما تحدث عنه ودعا اليه في الأشهر الأولى من دخوله البيت الابيض، وفي الولاية الثانية تحدث كثيرون عن مخططات الرئيس الأمريكي، وما يسعى اليه في ولايته الأخيرة، وفاجأ اوباما الجميع برغبته في اغلاق ملف الخصومة مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ليس على الأرض الأمريكية بل في قلب اسرائيل، وأكثر من ذلك تحرك بقوة من أجل توحيد صفوف الحلفاء فأشهر العلاقة بين أنقرة وتل أبيب ونصب العاصمتين وكلاء ومقاولين له في المنطقة.
ويقول تقرير أعده طاقم خاص في واشنطن، واطلعت (المنــار) عليه أن اوباما يعتمد في تحركاته على فريق اختاره بدقة، كي يسانده ويساعده في تنفيذ ما يخطط له في السنوات الاربع القادمة، والرئيس الأمريكي الذي حارب من أجل اختيار جون كيري رئيسا للدبلوماسية الامريكية، وهايغل وزير للدفاع، على الرغم من أن هناك العديد من الاسماء الذي كان بامكان اوباما اختيارهم واعتمادهم لتنفيذ سياسته، الا أن الاختيار وقع على رمزين أحدهما ليس من حزبه، لكن، ما يميز كيري وهايغل، أن الأول شخصية تؤمن بامكانية حل النزاعات بالطرق الدبلوماسية، فهو معادي ومناهض للنزاعات، أما هايجل فيمتاز بمناهضته للحروب وعلاقته غير "الطيبة" مع اسرائيل.
ويضيف التقرير أن هذا الاختيار دفع البعض الى الاعتقاد بأن امريكا برئاسة اوباما مقبلة على حلول قائمة على الحوار والشراكة وتفضيل اللغة الدبلوماسية والنقاش والجدل داخل قاعات التفاوض على أصوات القذائف والقنابل في ميادين الحروب.
غير أن شكل الادارة الامريكية وانعكاساتها على المتتبع لها، وللوهلة الاولى تتضارب مع ما يجري على الارض من تحركات، فواشنطن التي ستبدأ قريبا اتصالات مع روسيا لتنسيق المواقف وبحث الازمات والنزاعات، نرى أنها تتصرف بشكل انفرادي مع حلفائها في الشرق الاوسط، وتحديدا فيما يتعلق بالازمة السورية، والخطوات التي تتخذها على الارض تمهد الطريق للحل العسكري للازمة السورية، وهي خطوات اثارت قلق العديد من الدوائر الغربية غير الراضية عن هذه السياسة، وتراقب بحذر وخوف شديدين ما يجري في الشرق الاوسط.
الحديث عن المفاوضات.. ذر للرماد في العيون
فحديث الادارة الامريكية ورئيس دبلوماسييها جون كيري عن اطلاق المفاوضات مع الفلسطينيين، واثارة حماس الرغبين بتحريك العملية السلمية، لدفعهم الى اطلاق التحليلات والتصريحات المليئة بالتمنيات حول دور امريكي فاعل في عملية السلام، وقد اثارت الجولات المكوكية الامريكية من جديد الكثير من الغبار الذي يخفي حقيقة وأهداف الجولات التي يقوم بها مسؤولون عسكريون أمريكيون في "ظلال" كيري.
وجاء في التقرير استنادا الى مصدر دبلوماسي في واشنطن أن امريكا بدأت منذ أكثر من اسبوعين خطوات عسكرية داخل دول محيطة بسوريا وبسرية تامة، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو: هل سيخوض اوباما حربا جديدة في الشرق الاوسط، ليشابه ما قام به سلفه جورج بوش الذي كان اوباما قد انتقده كثيرا وفي أكثر من مناسبة، واوباما الذي سحب القوات الامريكية من العراق هل سيعيدها من جديد الى المنطقة عبر حرب "محدودة" في سوريا قد تتطور بشكل يفرض ويستدعي توسيعها؟!