2025-05-21 04:17 ص

"جهود السلام" الأمريكية ادارة للصراع والابقاء على الهدوء بركائز اقتصادية!!

2013-04-27
القدس/ خاص بـ (المنـــار) / رغم ما يقوم به وزير الخارجية الامريكي من زيارات وجولات لدول الشرق الأوسط، والحديث الدائم عن أهمية اطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.. ورغم ما يدور من نقاشات في الغرف المغلقة بين المسؤولين الامريكيين والمسؤولين الفلسطينيين من جهة، ومع المسؤولين الاسرائيليين من جهة ثانية، الا أن هذه الاتصالات لم تحقق أي تقدم، ويعود السبب الى أن الراعي الأمريكي يأتي الى غرف اللقاءات والمشاورات والنقاشات بأيد فارغة، الا من بعض الافكار التي لا يمكن أن تقود الفلسطينيين والاسرائيليين الى الأمل المنشود المتمثل باتفاق دائم ينهي الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
وتقول دوائر سياسية مطلعة لـ (المنـــار) أن الافكار التي تتبناها واشنطن في هذه المرحلة لا تتعدى كونها آلية لادارة العلاقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين على أسس اقتصادية بعيدا عن أية ترتيبات سياسية، مع الابقاء على قنوات التنسيق الأمني. واسرائيل على استعداد للتعامل والتعاون مع الامريكيين وتوفير حالة الهدوء النسبي في العلاقة الاسرائيلية الفلسطينية، حيث العائد لتل أبيب هو مزيد من الدعم الأمريكي بمختلف أشكاله وفي كل المجالات، وبالنسبة للجانب الفلسطيني فانه يدرك حقيقة التحركات الأمريكية، ويرى أن ما تقوم به واشنطن هو منح المزيد من الوقت لحالة الجمود التي تعاني منها عملية التسوية، عبر الحديث عن مساعي وجهود واتصالات لاستئناف المفاوضات، بمعنى أنها عملية "تشخيص" أمريكي لن تنتهي الا عندما ترغب الولايات المتحدة بذلك، وبمعنى آخر انها عملية "استماع" طويلة من الجانبين كما أعلنها الرئيس الأمريكي باراك اوباما، على أن تقوم هذه الفترة على أسس اقتصادية، وباختصار تقديم المساعدات المالية للفلسطينيين، على أن يسددوا هذه الأموال عبر "عملة الهدوء والصمت".
وتضيف الدوائر أن رسائل بهذا المعنى حول أهمية الهدوء وعدم اثارة الشغب استمع اليها مسؤولون فلسطينيون خلال لقاءات متعددة جمعتهم مع دبلوماسيين أمريكيين عقدت في عواصم بالمنطقة، واسرائيل ترى أن هناك فسحة من الوقت قبل الدخول في مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين، لذلك هي تحاول استغلال هذا الوقت وعدم اضاعته، فالمفاجآت والاحداث في المنطقة لا يمكن توقعها.
وتكشف الدوائر عن وجود طواقم خاصة تحاول صياغة "حلول خلاقة" تتعلق بملامح الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، والترتيبات الامنية وشكل التواجد الاسرائيلي في الأغوار والقدس، وحل مشكلة اللاجئين خارج حدود اسرائيل ودور الحلول الاقتصادية في ضمان التعاون الفلسطيني، واشارت هذه الدوائر الى أن الطواقم المذكورة قطعت شوطا كبيرا في بناء الحلول الخلاقة والافكار التي ستعرض على الفلسطينيين في مفاوضات قادمة.