وتؤكد دوائر واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن محور السلام الأمني سيقوم على المصالح المشتركة بين أعضائه، وأن اسرائيل ستكون المرجعية الاساسية فيه، وتضيف هذه الدوائر أن الدبلوماسية الأمريكية والاجهزة الاستخبارية منشغلة في بناء المحور المذكور، وهي قطعت شوطا بعيدا في رسم تفاصيله ومهامه وضمان استقراره واستمراريته لأطول فترة ممكنة، وتشير الدوائر الى أن هذا هو الشكل الجديد لما كان يسمى بـ "محور الاعتدال"، حيث تم توسيعه الى محور اعتدال شرق أوسطي، وليس محور الاعتدال العربي، وسوق تقطف اسرائيل ثمار هذا المحور الجديد في مجالات مختلفة، فهو محور ضامن للسلام الاقتصادي الذي يجري بناؤه في هذه الأيام بأيد عربية وأمريكية، ومن ثم طرحه على الفلسطينيين. ومن جانبها ترى الولايات المتحدة أن هذا المحور الذي يضم دولا يسيطر عليها الخوف من ايران منحها حرية عقد صفقات السلاح ومواصلة سياسة الابتزاز التي تستخدمها مع الدول الخليجية، فالسعودية ومشيخة قطر أعربتا عن استعدادهما لضخ مليارات الدولارات في الصندوق الأمني للمحور الجديد، وهو تحالف سري غير معلن.
وتقول الدوائر أن هذا المحور سيفتح الابواب واسعة للتعاون بين العرب المشاركين فيه وبين اسرائيل، وفي كل المجالات. لكن، الدوائر تعتقد بأن هذا المحور سيتلاشى قبل أن يدرك الضعفاء فيه بأنه تم استغلالهم، فلا هجوما عسكريا قادما من ايران، ولا تلوح في الافق مواجهة معها، وما هو متوفر الآن هو رزمة حلول روسية أمريكية، تشمل جميع القضايا الساخنة، وبشكل خاص المسألة الايرانية والازمة السورية، فقد عاد الروس بقوة الى الشرق الاوسط في عهد بوتين، وعودة الدور الروسي قد تؤثر أيضا على الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، خاصة في ظل رغبة موسكو بدخول الشرق الاوسط ليس فقط من بوابة الأزمة السورية وايران، ولكن، أيضا من خلال تحقيق السلام في هذه المنطقة، فهناك حديث عن مؤتمر للسلام يقوم على مبادىء مؤتمر مدريد، رغم عدم رغبة أمريكا في تحقيق ذلك، والأزمة السورية شكلت للروس فرصة لتمرير الكثير من الحلول في ظل الانقلاب الميداني، فصلابة الدولة السورية هي التي أفشلت أمريكا ومنعتها من حسم الموضوع الايراني بالدبلوماسية الحازمة أو التدخل العسكري، وهي لم تنجح في "قص" أذرع طهران، فكيف يمكن لها اليوم أن تتعامل مع قوة ايرانية تهدد على الاقل القواعد الأمريكية في الخليج وقواعد الحلفاء في تركيا واسرائيل.