وتمكنت الولايات المتحدة من التأثير على سرعة واتجاه وشكل الرياح وما تحمله من مضامين وترتيبات يخدم مصالحها عبر تشكيل جديد لخارطة الشرق الاوسط.. فجاء الاسناد الامريكي غير مسبوق.
لكن، التقديرات الامريكية المتفائلة بدأت تصطدم بواقع لم تتوقعه، راحت رياح التغيير "تدغدغ" أطرافا وقوى منافسة للولايات المتحدة كروسيا والصين، ومن المصادفات السعيدة للدولة السورية أن تأتي "الصحوة" الصينية الروسية مع هبوب الرياح "الاطلسية" على الساحة السورية، فوجدت أمريكا التي كانت تحلق في فضاء الربيع العربي أمام واقع جديد في الشرق الاوسط لم تتوقع واشنطن "الحالمة" أن يقودها الى "خصومة" علنية وسرية مع روسيا والصين.
هذه كانت الصدمة الاولى لامريكا، ويبدو أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس اوباما سوف تشهد "صدمات" كثيرة فرياح العالم العربي اختفت بصورتها الايجابية "امريكيا" وبالنسبة لمصالح واشنطن فور هبوبها على الساحة السورية.. هذه الرياح أخذت تتحول الى عواصف رعدية مفاجئة، وهي عواصف خطيرة تهدد بفقدان السيطرة على توجيه هذا الربيع ونتائجه، فها هي المظاهرات تخرج سخطا على أمريكا.. ولن تستطيع أنظمتها التي أوجدها ما يسمى بـ "الربيع العربي" أن تقف أمام هذه المظاهرات.