2025-05-25 03:04 ص

أميركا أخطأت في تقديراتها لـ "الربيع العربي" الذي تحول الى عواصف رعدية تهدد مصالحها

2012-09-15
القدس/ المنــار/ عندما انطلقت الدبلوماسية والدوائر الامريكية على اختلافها، عبر راصديها واستخبارييها ودبلوماسييها وخبرائها في شؤون الشرق الاوسط، لتبشر بأن "ربيع العرب" قد بدأ، وأن الديمقراطية التي تعتبر أمريكا نفسها "مصدر الالهام" والموكلة بنشرها مع حقوق الانسان، بدأت رياحها تهب بقوة على العالم العربي، وأن مهمة واشنطن باتت تنحصر في توجيه هذه الرياح، ضمانا لبقائها ضمن المسارات المحددة لها، تسقط الانظمة الفاسدة، وتفتح الباب أمام أنظمة ديمقراطية وأطراق وأحزاب وجماعات سياسية متعطشة منذ سنوات طويلة لطعم الحكم ومذاقه وكراسيه.
وتمكنت الولايات المتحدة من التأثير على سرعة واتجاه وشكل الرياح وما تحمله من مضامين وترتيبات يخدم مصالحها عبر تشكيل جديد لخارطة الشرق الاوسط.. فجاء الاسناد الامريكي غير مسبوق.
لكن، التقديرات الامريكية المتفائلة بدأت تصطدم بواقع لم تتوقعه، راحت رياح التغيير "تدغدغ" أطرافا وقوى منافسة للولايات المتحدة كروسيا والصين، ومن المصادفات السعيدة للدولة السورية أن تأتي "الصحوة" الصينية الروسية مع هبوب الرياح "الاطلسية" على الساحة السورية، فوجدت أمريكا التي كانت تحلق في فضاء الربيع العربي أمام واقع جديد في الشرق الاوسط لم تتوقع واشنطن "الحالمة" أن يقودها الى "خصومة" علنية وسرية مع روسيا والصين.
هذه كانت الصدمة الاولى لامريكا، ويبدو أن الولايات المتحدة في عهد الرئيس اوباما سوف تشهد "صدمات" كثيرة فرياح العالم العربي اختفت بصورتها الايجابية "امريكيا" وبالنسبة لمصالح واشنطن فور هبوبها على الساحة السورية.. هذه الرياح أخذت تتحول الى عواصف رعدية مفاجئة، وهي عواصف خطيرة تهدد بفقدان السيطرة على توجيه هذا الربيع ونتائجه، فها هي المظاهرات تخرج سخطا على أمريكا.. ولن تستطيع أنظمتها التي أوجدها ما يسمى بـ "الربيع العربي" أن تقف أمام هذه المظاهرات.