وترى الدوائر الدبلوماسية، أن التساؤل الذي يبقى مطروحا، هو: ماذا سيكون عليه موقف اسرائيل، وكيفية تعاملها مع أية معلومات استخبارية تردها حول عمليات نقل السلاح فوق الاراضي السورية، والحديث هنا عن اسلحة استراتيجية متطورة وأنظمة صاروخية حساسة، فالموقف السوري الحازم والموقف الروسي المحذر يضع اسرائيل امنيا وسياسيا في وضع صعب، فتحذيرات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس وزراء اسرائيل خلال لقائهما مؤخرا زالت تتردد في مسامع وآذان نتنياهو، وتنعكس على لقاءات التشاور الاسرائيلية بشأن الأزمة السورية، وهذا لا يعني أن اسرائيل أوقفت دعمها مختلف الاشكال للعصابات الارهابية.
وتضيف الدوائر الدبلوماسية أن اسرائيل تدرك جيدا بأن العوامل التي كانت متوفرة والواقع الذي كان قائما قبل الهجوم الأخير على أهداف في محيط العاصمة السورية ، لم يعد هو الواقع نفسه بعد العدوان على مواقع عسكرية سورية، وبمعنى ادق، فان هامش المناورة للجانب الاسرائيلي للتعامل مع سوريا بات محدودا وضيقا، والتقديرات الاستخبارية الاسرائيلية تجمع على أن النظام السوري قد ينفذ تهديداته بالفعل، وقد يرد بشكل غير مسبوق على أي عدوان اسرائيلي على شاكلة الهجمات على ضواحي دمشق.
وتقول الدوائر، أن سوريا قد لا ترغب في هذه المرحلة الدخول في مواجهة مع اسرائيل، الا أنها تمتلك العديد من الاساليب وأدوات الرد، فهي أعلنت فتح جبهة الجولان أمام العمليات المسلحة، وتعترف اسرائيل بأن الرئيس بشار الأسد باق في المشهد السياسي السوري، وبقاؤه لن يكون ضعيفا، ففي حال تمكن الجيش السوري حسم المعركة مع العصابات الارهابية وفرض سيطرته على كل الأراضي السورية، فان النظام السوري سيكون في طليعة الأنظمة القوية في المنطقة، رغم ما تعرضت له جوانب الدولة من صدمات على امتداد أكثر من عامين، وبقاء الأسد انتصار لايران وحزب الله، وأنه في الوقت الذي تقوم فيه اسرائيل والولايات المتحدة بالمحافظة على استقرار الأردن، ومنع تعرض أمنها واستقرارها لأية انتكاسات، تتمنى اسرائيل بأن تنجح في اقامة منطقة آمنة على حدودها مع سوريا، وهذا ما يدفعها الى تكثيف دعمها للعصابات الارهابية، وهي تنسق بشأن ذلك مع واشنطن ودول وجهات في المنطقة.