وتضيف الدوائر أن اسرائيل تدرك ذلك جيدا، وهي على علم بأن الوزير جون كيري لا يبحث عن حل للصراع دفعة واحدة، وانما بصورة تدريجية في بحث ملفات القضايا الجوهرية، لذلك، تسعى اسرائيل الى أن تكون مسألة الحدود بينها وبين الدولة الفلسطينية العتيدة على رأس تلك القضايا، وهي ترى أن هناك نقاطا مشتركة في المواقف بينها وبين الولايات المتحدة، وكلتاهما تعتقدان بأن قضية ترسيم الحدود من القضايا التي يمكن احداث انفراج مهم فيها، كما أن تحقيق تقدم في هذه المسألة يمكن أن يشكل مدخلا ورافعة مهمة لتحقيق تقدم في المسائل الجوهرية الأخرى، فحل مسألة الحدود، يعني حل 90% من قضية المستوطنات، كذلك تسعى اسرائيل الى استغلال الرغبة الأمريكية في التقدم البطيء في تفكيك الالغام التي تعترض التوصل الى اتفاق دائم بين اسرائيل والفلسطينيين بترسم حدود، آمنة بين اسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، قائم على أسس وقواعد أمنية.
وحول آخر التطورات فيما يتعلق بجلوس الفلسطينيين والاسرائيليين على طاولة التفاوض، كشف مصدر دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى لـ (المنــار) أن لقاءات ستعقد في العاصمة الأردنية، فبعد لقاءات "الاستكشاف" التي جرت في ولاية أوباما الأولى وحضرها اسحق مولخو عن الجانب الاسرائيلي وصائب عريقات عن الجانب الفلسطيني برعاية اردنية والرباعية الدولية يجري الآن استنساخ هذه اللقاءات الاستكشافية من جديد واطلاق اسم "لقاءات فحص النوايا" عليها، وأن تكون لقاءات تمهيدية للعودة الى طاولة المفاوضات.
وتقول الدوائر الدبلوماسية أن عنوان العملية التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق انفراج في عملية السلام هو التقدم التدريجي البطيء وتفكيك الالغام التي تعترض التوصل الى اتفاق عبر رسم خارطة طريق جديدة يسير على اساسها الجانبان المتصارعان.