وذكرت هذه الدوائر أن هذه الاجراءات ستتم وفق الخارطة الأمريكية والجدول الزمني الموضوع للتقدم في المفاوضات، وأشارت الدوائر الى أن كيري يأمل في الحصول على موافقة الاسرائيليين والفلسطينيين على الخارطة التي سيطرحها كاساس لتجاوز المواقف المتصلبة للطرفين، والتقدم ضمن بوصلة واضحة باتجاه حل العديد من المسائل الشائكة وصولا الى اتفاق اسرائيلي فلسطيني، لن يتم تحديد شكله، وعما اذا كان اتفاقا دائما أم انتقاليا!!
وحول هذه النقطة بالذات، نقلت الدوائر عن مسؤول دبلوماسية أمريكي قوله: أن كيري شخصية واقعية، ويدرك تماما أن لا مكان للاتفاقيات الدائمة في المرحلة الراهنة، وأن أقصى ما يمكن انجازه في ظل الوضع الداخلي الصعب فلسطينيا واسرائيليا، هو اتفاق انتقالي قائم على التوصل الى اتفاق بشأن الحدود، وهذا يعتبر تحديا كبيرا للفلسطينيين في ضوء هذا الموقف الأمريكي الذي يقترب كثيرا من الموقف الاسرائيلي.
أما بالنسبة للجدول الزمني الذي سيرفق مع الخارطة الامريكية، وصفت الدوائر هذا الجدول الزمني بـ "المرن والمطاطي" ، وأنه لن يشكل قنبلة موقوتة تنفجر في طريق العملية السلمية، ويمكن تجاوزه، وتؤكد الدوائر أن الهدف الأمريكي الحالي هو فقط اطلاق عملية السلام وليس البحث عن هدف المفاوضات وانطلاق هذه العملية، المتمثل في التوصل الى حل للصراع لاستحالة ذلك في الوقت الراهن.
وعن الاشتراطات الفلسطينية والاسرائيلية للدخول الى قاعة التفاوض، تقول الدوائر الدبلوماسية لـ (المنــار)، أن الخارطة الامريكية سوف تتجاوز هذه المسألة، من خلال تجاوز الموقف الاسرائيلي المتمثل بعدم تطبيق بوادر حسن النية قبل انطلاق المفاوضات، والاشتراط الفلسطيني بتوفير الأجواء الجيدة المريحة لاستئناف المفاوضات، حيث ستحدد الخارطة الأمريكية عملية التدرج في تطبيق التزامات حسن النية اتجاه الفلسطينيين، ولكن، مع وخلال دوران عجلة المفاوضات.
وترى الدوائر ذاتها، أنه سيتم حسب الدبلوماسي الأمريكي الترويج والتسويق الجيد لهذه الخارطة واعطائها أكبر من حجمها، وكأنها "الوصفة السحرية" لتحقيق السلام وضمان انهاء وكسر حالة الجمود، وبذلك، يتوفر ما يلزم من وسائل هبوط للجانبين الاسرائيلي والفلسطيني الى قاعة التفاوض، وبدء حوار برعاية أمريكية لا أحد يستطيع أن يضمن الى أين سيصل؟!