2025-05-20 12:42 ص

"الاسلام السياسي المعتدل" يسقط في ميادين مصر

2013-07-01
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة المصرية لها دلالات ومعاني كبيرة ، أهمها أن الشعب المصري يرفض حكم جماعة الاخوان المسلمين، وارتباطه بالبرنامج الامريكي الذي يهدف الى تفتيت وحدة الأمة واراضيها، ويدفع باتجاه اقتتال بين المسلمين في أكثر من ساحة.
ويقول خبراء في شؤون المنطقة أن الجماهير والحشود الغفيرة التي نزلت الى شوارع وميادين المحافظات المصرية، هي صحوة مبكرة للقصاص ممن سرقوا ثورة الشعب المصري التي اندلعت في 25 يناير وأطاحت بحكم الرئيس حسني مبارك، فخلال العام الماضي توقع المصريون أن يطرح الاخوان برنامجا يتناول كيفية التعاطي في كافة الميادين، اقتصاديا وسياسيا تحديدا، وهذا لم يحدث، وازداد الوضع الاقتصادي سوءا، وعلى الصعيد السياسي، انجرف الاخوان عمدا أو عن غير قصد وراء عربان الخليج الذين لم يكونوا يوما مع تعاظم الدور المصري، وسعوا عبر سنوات طويلة من أجل تحجيمه والغائه، والأكثر خطورة أن نظام الاخوان في مصر انزلق الى الخندق المعادي للشعب السوري ، مرحبا بتدخل عسكري يدمر الدولة السورية.
وعلى الصعيد الداخلي ، بدأ نظام الاخوان حكمه بتنفيذ خطة للسيطرة على مفاصل الدولة، في القضاء والاعلام والمحافظات، والمواقع والمؤسسات الخدمية، رافضين مشاركة من لا يسير على نهجهم، مما أثار قلق القيادة السياسية في مصر الذين تخوفا من اخونة الجيش، بعد اخونة الدولة في الميدان المدني بكافة مؤسساته.
فكان طبيعي أن ينزل المصريون الى الشارع لمواجهة هذا المخطط الاخواني، المستند الى الاقصاء والعناد والسيطرة والتحكم، ويقول هؤلاء الخبراء أن ما يجري في مصر الآن يثير قلق الدوائر الأمريكية بشكل خاص والدوائر الغربية بشكل عام، وفي ذات الوقت يهز فروع جماعة الاخوان في بلدان عربية، بمعنى أن تحجيم الاخوان في مصر، واقصائهم عن الحكم، سيلقي بظلاله على الاخوان في دول اخرى يعملون بكل الوسائل للسيطرة على الحكم فيها، كما هو حاصل في سوريا حيث يشارك الاخوان في الحرب الارهابية التي يتعرض لها الشعب السوري.
ويضيف الخبراء أنه في حال تمكن الشارع المصري من تحقيق مطلبه وفي مقدمتها، رحيل النظام الاخواني، فان ما يسمى برياح الربيع العربي سوف تنحسر، رغم دعم الامريكيين لتلك الجماعة التي ارتضت على نفسها تمرير البرنامج الامريكي في المنطقة، وبالتالي، للتطورات في مصر انعكاسات كبير على كافة دول المنطقة، ورحيل نظام مرسي، سيعيد لمصر دورها الداعم لقضايا الامة، وسوف يتصدى لسياسات اولئك العربان الذين سعوا لاذلال مصر وشعب مصر وتفكيك جيشها، وايضا، سيؤدي نجاح الثورة الثانية في مصر الى اضعاف جماعة الاخوان في البلدان العربية، ولا يمكن فصل ما يحدث في مصر عما تشهده تركيا.. ففي البلدين، صحوة، وفصل جديد يمر به شعب تركيا وشعب مصر عنوانه فشل الاخوان، رغم الدعم والرضى الامريكي، وانقاذ للامة من الفتنة التي تدبرها اسرائيل وامريكا للعروبة والاسلام، والقضاء عليها قبل ان تزداد اشتعالا في الساحات العربية ، وسوف يغلق الشعب المصري بثورته الثانية الابواب التي فنحتها رياح الربيع الاطلسي ـ العربي ـ باتجاه  اسرائيل، التي تحولت الى "كعبة" يحج اليها عربان الخليج، والثورة المصرية الثانية تؤكد صحة وسلامة موقف شعب سوريا وقيادته الذي يتصدى لحرب ارهابية كونية، كذلك، ستعود مصر داعمة لشعب فلسطين وحقوقه.