2025-05-19 11:44 م

السياسات الأمريكية في المنطقة سقطت على أرض مصر وقافلة الانتشار الاخواني تعطلت في سوريا

2013-07-04
القدس/المنــار/ عام واحد فقط صمدت خلاله جماعة الاخوان المسلمين على رأس الدولة في مصر.. الدولة العربية الأكبر في المنطقة.. وخلال هذه الفترة لم تنجح الجماعة في وضع الاساسات اللازمة لها، كي تبقى وتستمر، ولم تدرك حقيقة انتقالها الى العمل السياسي العلني، وبأنها باتت تحت الاضواء، وعلى قائمة الحساب من قبل الشعب الذي جاء بها في مرحلة جديدة من تاريخ مصر، وأنها لم تعد الجماعة السرية التي تطاع من قبل مناصريها ومؤيديها واعضائها وفق ما يراه "المرشد".
لقد قفزت جماعة الاخوان الى حكم مصر بفضل تنظيمها الجيد وترابط عناصرها، لكن، السبب الأهم والأقوى، هو أن الولايات المتحدة برئاسة باراك أوباما قررت التحالف مع هذه الجماعة الني لم تكن راكدة خلال الفترة الطويلة منذ تأسيسها، بل كانت تعمل على بناء نظام اخواني في المحافظات المصرية المختلفة.
وليس هذا فقط، بل كانت تبني أيضا شبكة من العلاقات مع العالم الغربي، وبشكل خاص مع الولايات المتحدة، فهذا التحالف الذي رأيناه بين الجماعة في مصر وأمريكا، وأيضا في مناطق أخرى من العالم العربي لم يبنى على أساس احداث الثورة المصرية، بل هو قائم على تعاون واتصالات عمرها عشرات السنين على الأقل، وهذا يمكن رؤيته بوضوح من خلال طبيعة الشخصيات التي تسلمت ملف العلاقة المصرية ـ الأمريكية، وبشكل خاص العلاقة بين الرئاسة المصرية وأمريكا في محيط الرئيس المخلوع محمد مرسي.
غير أن هذا التحالف يبقى هشا، وليس ضامنا للبقاء في الحكم، وهو ما لم تدركه الجماعة التي دفعت نحو المشاركة في الانتخابات الرئاسية، لأن الولايات المتحدة كانت ترغب في أن تنجز وبشكل سريع تركيب صورة الحكم الاخواني في العالم العربي، ولكن، كما يؤكد خبراء في شؤون المنطقة لـ (المنـــار) هذه المهمة الأمريكية طالت وأصبحت واشنطن تعاني من اهتزاز صورتها وبأنها قادرة على فعل كل شيء، فهذه الصورة اهتزت بسبب طول الأزمة السورية وعدم قدرة أمريكا وركائزها على تدمير الدولة السورية، وفتح الباب أمام صعود اخوان سوريا، حيث المطلوب أمريكيا كانت تنفيذ ترتيبات تسمح بسيطرة الاخوان على جميع دول المنطقة في اطار وعنوان "التحالف الأمريكي مع الاسلام السياسي"، وحسب هذا المخطط الأمريكي، فان الكأس الاخواني كان على جميع دول المنطقة أن تتجرعه بما فيها تلك الدول التي تحالفت مع أمريكا لقراءتها المنقوصة وتقديرها غير السليم للنوايا الأمريكية، ومنها الأردن ودول في الخليج.
ففي الأردن على سبيل المثال، كان هناك سيناريو جاهز يقوم على نزع الصلاحيات من يد الملك، ومنحها الى حكومة اخوانية تسيطر على مفاصل الدولة، وفي العديد من دول الخليج لم يكن الأمر مختلفا، فكانت هناك "مشاريع اصلاحية"، هي في الأساس وصفة مناسبة لكل دولة لاعتناق الحكم الاخواني على أساس التحالف بين هذه الجماعة وأمريكا، وهذا الأمر ينسحب أيضا على الساحة الفلسطينية، وهذا ما يفسر حجم الضغوط التي مورست على الرئيس محمود عباس.. غير أن حلقات هذا المخطط لم تتحقق، فقافلة الانتشار الاخوانية التي تقودها واشنطن طال بقاؤها في سوريا، ولم تتقدم، واصبحت الولايات المتحدة تعاني من "مشاكسات" دول الانبعاث الجديد "روسيا والصين" وراحت صورة واشنطن تهتز حتى بين حلفاء الماضي، حلفاء عهد ما قبل الاسلام السياسي الذين ما زالوا على رأس الحكم، والفشل الاخواني في مصر هو الأبرز والأوضح بسبب مكانة وموقع مصر، فهناك في المغرب فشل متواصل لحكومة اسلامية، منحها الملك بعض الصلاحيات مدركا أنها ستصطدم بواقع سياسي لم تعتاد التعامل معه، وهذا ما حدث فعلا في تونس، فالاوضاع في هذا البلد ليست بالافضل، وحكم الاخوان هناك سيهتز بصورة كبيرة بعد سقوط الجماعة في مصر.