2025-05-26 04:11 ص

حزب الله .. البيان رقم (1) عن شهداء القنيطرة.. الدلالات والأبعاد والخيارات المؤلمة أمام نتنياهو

2015-01-28
القدس/المنــار/ أطراف اقليمية ودولية على خط التطورات على الجبهة الشمالية بين حزب الله واسرائيل، وهذا، يعني تكثيف الاتصالات مع الجهات ذات العلاقة بالمباشرة لاحتواء الموقف، وغالبية هذه الأطراف ليست معنية بالتصعيد المسلح، أو دخول مواجهة واشتباكات تفضي الى حرب واسعة، قد تمتد الى ساحات مجاورة، وتفرض على عدد من القوى المشاركة.
ما قام به حزب الله في مزارع شبعا ليس ردا بالمعنى التقييمي والميداني على غارة القنيطرة.. بمعنى، أن ما حدث هو رد لا يراد من ورائه اتساع رقعة القتال، لكن، لا أحد يدري ما قد يترتب على ذلك، حيث العوامل والمعطيات والمصالح كثيرة، قد تمتزج لصالح اندلاع حرب شاملة، ولأن اندلاعها يجلب تطورات خطيرة، فان أطراف عديدة، بدأت اتصالات لضبط النفس والتهدئة.
وفي اسرائيل، فان عملية حزب الله جاءت مباغتة لقيادتها من حيث النوعية، وبالتالي، بدأت هذه القيادات بالصراخ والتهديد بالرد، بعد أن أعلن عن اختيار بنك الاهداف، وحزب الله، الذي اصاب وقتل عشرين جنديا في عملية نوعية هو الآخر، أعد لمواجهة أي تصعيد من جانب اسرائيل، وهو الذي أصدر البيان رقم (1) الصادر عن شهداء القنيطرة، وهذا يعني، أن هناك مزيدا من البيانات اذا استدعت الحاجة، وهذا البيان الذي حمل توقيع شهداء القنيطرة، هو اعلان عن فتح جبهة الجولان، لعمليات مقاومة ضد أهداف اسرائيلية وهذا تطور نوعي لد دلالاته ومعانيه، وتفتح كل الأبواب على المجهور.
دوائر دبلوماسية ذكرت لـ (المنــار) أن حزب الله، عندما نفذ عملية شبعا، كان قد أخذ استعداداته لأية ردود من جانب اسرائيل، وهو ينتظر ليعرف ماذا سيكون عليه موقف اسرائيل من العملية الناجحة التي لها مدلولاتها الكبيرة من حيث الجهة المنفذة، والمكان، والتوقيت أيضا.. فاذا أرادت اسرائيل التصعيد فالحزب جاهز لذلك، ولو أنه غير ذلك، لما نفذ عملية شهداء القنيطرة.
وتقول هذه الدوائر أن دولا في المنطقة غير راغبة باتساع رقعة المواجهة، وبالتالي، ربما تكون قد دخلت على خط الاتصالات لمنع تدهور الموقف جنبا الى جنب مع موسكو وواشنطن وطهران ، ولكل من هذه العواصم مواقفها، في حين أن دولا عربية خليجية ومشرقية، لا تريد أن تنشغل بهذا الحدث لأن لديها مهمات ارهابية، مازالت مفتوحة، وتخشى في حالة الانشغال أن تحصد الفشل الذريع، خاصة بالنسبة للأزمة السورية، ولا يغيب عن أذهان قادة حزب الله.
الوضع الصعب في الساحة اللبنانية، والساحة السورية، لكنه، في ذات الوقت لن يسمح باستمرار التجاوزات الاسرائيلية، والدعم الاسرائيلي المباشر لعصابات الارهاب، التي باتت تنتهك الاراضي اللبنانية.. وايران أيضا، التي تدرك الاهداف النهائية لرعاة الارهاب، لن تكون بعيدة عن المشاركة في الردود، فهي أيضا مستهدفة.
وتضيف الدوائر أن اسرائيل من جانبها، "كمن ابتلع المنجل"، فعملية حزب الله صعبة، والأجواء انتخابية، وكل محور اسرائيلي يدفع باتجاه الرد، وهو في الدرجة الاولى توريط لنتنياهو الذي بات مستقبله السياسي مرهونا ومعلقا بما يجري من الاحداث في الجبهة الشمالية، وبالتالي، قيادة اسرائيل هي الآن في حيرة وتيه، اما الانزلاق والتصعيد، واما الذهاب بعيدا حتى نهاية الشوط في مواجهة صعبة مع حزب الله، والبعض يرى أن اسرائيل قد ترد في الساحة السورية الحليفة لحزب الله، لكن، اقدام اسرائيل على ذلك، يعني المس بحزب الله ، وبالتالي، هذا الحزب الذي وحد ساحتي لبنان وسوريا بالدماء التي سالت على ايدي الاسرائيليين وعصاباتها الارهابية، سيعتبر ضرب سوريا اعتداء عليه، وبالتالي، سيرد على العدوان وبتنسيق مع قوى محور المقاومة.
ان اسرائيل، حسب الدوائر الدبلوماسية ، محشورة في دائرة الحرج، وعوامل كثيرة هي الآن على طاولة البحث أمام قياداتها العسكرية والسياسية، ونتائج مبتغاة أيضا تسعى اسرائيل الى تحقيقها ، فالولايات المتحدة غير راضية عن ممارسات ومسلكيات القيادة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو، و "عكننات" نتنياهو بدأت تمس بهيبة البيت الأبيض، وتدخلا في شؤون امريكا الداخلية، واوباما غير راض عن محاولات اسرائيل ضرب المحادثات والمفاوضات النووية بين ايران والغرب، ويرى في التدخل العسكري الاسرائيلي المباشر في الازمة السورية وفي هذا الوقت بالذات محاولة لافشال هذه المفاوضات، وهذه من النتائج التي تأمل بتحقيقها اسرائيل من وراء أي تصعيد عسكري على الجبهة الشمالية.
كذلك، هناك الاوضاع الجديدة المقلقة في مملكة آل سعود، وهي أوضاع قد تبطىء من عملية الاندفاع السعودي نحو نحالف غير معلن مع اسرائيل، وقد تكون القيادة السعودية الجديدة أعجز من أن تقدم خدمات أكبر لاسرائيل في ميدان محاربتها لحزب الله وايران، وأيضا هناك دول عربية كالاردن مثلا، تخشى إشتعالا في ساحته، داعم لحزب الله، وهي متخوفة أيضا عن خلايا نائمة متعددة التوجهات والتمويل، قد تتحرك مستفيدة من الاوضاع الجديدة.
أما بالنسبة للساحة الداخلية في اسرائيل، فالقلق متزايد بين الاسرائيليين ، وبدأت عملية التحذيرات واعطاء التعليمات بالنزول الى الملاجىء والنزوح من أماكن في المنطقة الشمالية، وهذا محرج للقيادة الاسرائيلية سواء قامت بالرد، أم أرجأت ذلك الى ظروف قادمة.
وهناك دول اقليمية ودولية قلقة من انفجار واسع للاوضاع في المنطقة الشمالية على الحدود السورية واللبنانية، لأن في ذلك عرقلة وضربة للمؤامرة الارهابية على سوريا.
على أية حال، الأوضاع قابلة للانفجار في كل لحظة، واذا ما انفجرت فان اسرائيل ستدفع أثمانا كبيرة باهظة، في مقدمتها ، هزة عنيفة مؤكدة للاقتصاد الاسرائيلي، وسط خسائر بشرية واردة تماما، وهو انفجار سيعيد الى الصدارة قضايا مركزية تخفف من وطأة التدخل الأجنبي عربيا كان أم دوليا في الشأن الداخلي سوريا.
ويبقى القول الفصل، في قرار الرد أو عدمه في يد نتنياهو، المقبل على معركة انتخابية، ستحدد نتائجها مستقبله السياسي ، وبالتالي، هو لا شك يعيش تيها وغموضا وأمام خيارات أحلاهما مر.