هذا التموضع، يظهر بوضوح خارطة تحالفات الحركة الجديدة، فهي مع العدوان السعودي البربري على اليمن، ومع المؤامرة الارهابية الكونية على الشعب السوري، وتموضعها الجديد لا يستنكر أو يعارض الاف الانتحاريين الارهابيين المنتشرين في الساحتين السورية والعراقية، ومع التحالف الجديد في اليمن الذي يضم السعودية والقاعدة وجماعة الاخوان.
خارطة تحالفات سياسية جديدة ترسمها حركة حماس، تفيد بأن الحركة خرجت عن اطار الاهتمام فقط بالساحة الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، تحالفات جديدة تفرض على حماس الالتزام بتوجهات التحالفات الجديدة، اتجاه قضايا المنطقة، وأيضا الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وبالتالي، التمعن في التموضع الجديد لحركة حماس، يعني أن الانقسام باق حتى اشعار آخر، فاهتمامات جماعة الاخوان ومنها حماس، لا تنحصر ولا تنصب على الساحة الفلسطينية بكل قضاياها وجوانبها، بل سيكون المساس بالمشهد السياسي الفلسطيني الأكثر وضوحا في مواقف حركة حماس، مهما كانت الوسائل التي تحقق هذا المساس.
دوائر سياسية مقربة من جهات التحالف الجديد الذي اتجهت صوبه حركة حماس ذكرت لـ (المنـار) أن التموضع الجديد للحركة، يقف وراء تنشيط قنوات الاتصال بين حماس واسرائيل، وتبادل الافكار والصيغ، وما قد يرافقها من خطوات للتقارب بين الجانبين، وما سيطرح من بنود صفقات واثمان.
التموضع الجديد يفرض على خركة حماس تقديم ما يمكن تسميته بـ "حسن نوايا"، أبعد من هدنة طويلة الأمد، وأقرب الى تغيير في البرنامج السياسي، وهذا وارد وليس صعب التحقيق، حيث ترى الحركة المرتبطة تماما يجماعة الاخوان من حيث كيفية اتخاذ المواقف والقرارات والسياسات، وأن المضي في سياسة الانتظار يتطلب من الحركة الانشغال في قضايا خارج الصراع، منتظرة الفائدة، والمنفعة وتبوأ الحكم، وهذا هو الهدف الاساس من وراء التموضع ورسم خارطة التحالفات الجديدة.