وذكر مصدر دبلوماسي أوروبي لـ (المنــار) أن المعلومات المتوفرة لدى اسرائيل تشير الى أن حركة حماس تواجه أخطارا عديدة، بعضها مرتبط بما يجري في سيناء والبعض الآخر مرتبط بتشكيلات اسلامية متطرفة مسلحة تواصل نموها السريع داخل القطاع.
ونقل المصدر عن دوائر اسرائيلية قولها أن حركة حماس تتعامل مع هذه الأخطار المتنامية بطريقتين، المواجهة والاقتلاع خاصة فيما يتعلق بالمجموعات الصغيرة حديثة التشكيل، أما المجموعات الاخرى التي لها ارتباطات حقيقية في منطقة سيناء وامتدادات سواء فكرية أو لوجستية فيتم التعامل معها عبر وسائل "الاحتواء" المختلفة.
وترى الدوائر أن هذه الوسائل سواء الاحتواء أو الصدام التي تتبعها حركة حماس في التعامل مع خطر التنظيمات المتطرفة سببه عدم الرغبة في الدخول في قتال واسع ودموي، في ضوء بقاء الخطر الاسرائيلي قائما، وامكانية اندلاع مواجهة جديدة، ولهذا السبب بالذات ترى حماس بضرورة تسريع اخراج ما تم الاتفاق بشأنه مع اسرائيل عبر وسطاء من اوروبا وتركيا ومشيخة قطر، الى النور، بما في ذلك التسهيلات المختلفة التي ستبادر اليها اسرائيل وتؤثر ايجابيا على اقتصاد ساحة قطاع غزة.
هذه "المعادلة المرحلية" للتعامل مع المجموعات الاسلامية المتطرفة التي تتبنى أفكارا شبيهة بتنظيم داعش الارهابي، هي مرحلية بالنسبة لحركة حماس، والحركة على يقين بأنها ستضطر الى تبني معادلة جديدة في المستقبل القريب قائمة على الاقتلاع والمواجهة خوفا من استمرار نمو هذه الجماعات، ومواصلتها عملية جذب المزيد من أبناء القطاع الى صفوفها.
لكن، حماس لديها أخطار أخرى مضطرة لمواجهتها داخليا، من بينها التحركات التي تقوم بها عناصر من حركة فتح سواء بايعاز من السلطة في رام الله أو بايعاز من جهات متمردة تابعة للحركة، ولا بد من مواجهة هذه الأخطار والتعامل معها للحد من تأثيرها السلبي على حماس.
كما أن العلاقة الحالية بين حماس والسلطة الفلسطينية متوترة ومتشنجة، وتحتاج حماس للالتفات الى هذه المواجهة، خاصة مع تصاعد سياسة ملاحقة كوادرها في الضفة، وفي ضوء جميع هذه المخاطر الداخلية تسعى حماس، وبكل قوتها للتوصل الى تفاهمات سريعة ملزمة مع اسرائيل حول النقاط المتبقية في اتفاق التهدئة، وهي نقاط تمنع الاعلان عن التوصل اليه بين الحركة واسرائيل.
وفي الوقت الذي تصر فيه حماس أن لا يتضمن اتفاق التهدئة أي حوار يتعلق بتبادل الاسرى ، تصر اسرائيل على أن تكون الصفقة كاملة ورزمة واحدة، بما فيها تبادل الاسرى،لكن، اسرائيل، لديها في الوقت نفسه مصلحة للتوصل الى اتفاق الهدنة طويلة الامد ومنع عوامل انفجار الاوضاع،لذلك، تؤكد مصادر عديدة احتمال تجاوز نقطة الخلاف هذه ويعلن قريبا عن اتفاق الهدنة، والشروع فورا بخطوات لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة وتسهيل دوران عجلة اعادة الاعمار حيث باتت عملية تطوير الاقتصاد في غزة وتحسين الاوضاع هو مصلحة ايضا بالنسبة لاسرائيل.
ورغم عدم ثقة اسرائيل بحركة حماس، الا أنها تفضل بقاء الحركة على رأس الحكم في غزة، لقطع الطريق أمام صعود مجموعات أكثر تطرفا.
وما تبحث اسرائيل عنه في النهاية هو اتفاق يضمن الأمن، وبضمن وجود طرف في غزة يمنع أية عمليات ضد اسرائيل، أي أن يكون هناك اتفاق يمكن تسميته ما شئتم، لكنه، في النهاية هو اتفاق تعاون أمني كما هو الحال بالنسبة للاتفاق القائم بين اسرائيل والسلطة في الضفة.
ومن المستبعد حسب المصدر الدبلوماسي أن تكون هناك أية رغبة لدى نتنياهو الذي اكتوى بنيران الحرب الاخيرة على غزة، أن يخرج الى حرب جديدة.