الآن، تأجل عقد المجلس الوطني، مع أنه مؤسسة تستدعي التجديد والتنشيط، وتشكيله من جديد على أسس سليمة، وكما قلنا بعيدا عن الخوض في الأسباب المكشوف منها والمخفي، فان المطلوب حاليا من القوى التي انبرت تحذر من انعقاد المجلس وأظهرت خشيتها من تجذير الأزمة في الساحة الفلسطينية، وتعميق الانقسام، أن تتجه لحوار جاد سريع لتحقيق المصالحة.
لقد طرح خالد مشعل رؤيته لانهاء الأزمة في الساحة الفلسطينية، عبارات جميلة يغلفها الحرص وتقطر مسؤولية وتخوفا من الآتي المجهول، لكن، السؤال الذي يطرح نفسه، هنا، ما هي الخطوة التالية، للتأكد من سلامة الرؤية والموقف، بمعنى أوضح، لماذا لا تقترب حماس من نقطة الالتقاء مع حركة فتح، لانجاز المصالحة، وهذا ينطلبق على فتح أيضا، ما دامت هي الأخرى تتغنى بالحرص والمصلحة الوطنية؟!
التلاقي الآن، اذا كانت النوايا صادقة والحرص حقيقي وارد أن تنجز المصالحة في وقت قريب بل قياسي، دون النظر الى مصالح شخصية وارتباطات خارجية تحالفا أو بهدف دعم مالي، وبوضوح أكثر، أن المصالحة لا يستدعي تحقيقها أن يسحب بنا خالد مشعل الى أحضان آل سعود الذين دمروا الساحة العربية وتسببوا في قتل مئات الالاف وضربوا الجيوش في الدول ذات التأثير، سوريا ومصر والعراق خدمة لاسرائيل عبر عصابات ارهابية ومن خلال فكر وهابي تكفيري.
وتساؤل آخر، لماذا لا يتجه خالد مشعل لتنضم حركته حماس الى منظمة التحرير ومؤسساتها، ثمرة لمصالحة حقيقية.
انها تساؤلات مطروحة ومشروعة بحجم الساحة الفلسطينية، وبرسم الاجابة عليها من جانب المتحدثين وهم كثر، من جانب كل من طرح الرؤى والمواقف من منطلق الحرص، وبحثا عن مسار ينهي الأزمة في الساحة الفلسطينية، خاصة وأن غيوم تصفية القضية بأيد عربية قادمة تحمل الشؤم والسواد معها، مليئة بالتهديدات وأشكال الحصار المختلفة.
مع التذكير هنا أن البقاء تحت عباءة الجماعة، والسعي للانضمام الى تحالفات الشر في المنطقة بعني، أن الرؤية المطروحة، هي فقط للاستهلاك، والعلاقات العامة، والتغطية على أمور خطيرة وللقول، أن حماس قد نجحت في ثني المنظمة وقيادتها عن عقد دورة للمجلس الوطني!!