في حين يحاول البعض زيادة العدد المذكور بمائتين أو ثلاثمائة.. ويرى هؤلاء في هذه الزيادة فرصة لتحقيق الفوز والنجاح والصعود الى عضوية اللجنة المركزية، حيث أن كلا من الباحثين عن هذه العضوية، وعد أنصارا أو أصدقاء له بـ "الخيرات" صعودا في وظيفة، أو التحاقا بمؤسسة، والوعود بأشكالها ومضامينها كثيرة، حدث ولا حرج.
ويبدو أن الاصرار على الطرح الأول من جانب طارحيه هو لقطع الطريق على هؤلاء الباحثين عن موقع متقدم في مؤسسات الحركة، وهناك عدد من القيادات ينأى بنفسه خارج هذه المعركة، لعل صاحب الرأي والقرار يكرمه بـ "تعيين" هنا أو هناك، في المركزية أو الثوري دون عناء انتخابي.
والتحركات التي شاهدناها لعقد دورة المجلس الوطني التي تأجلت الى حين، أعادت حسابات الكثيرين من الساعين الى المركزية الى نقطة الصفر.
فقد تبين لهم الكثير، منهم من تفاءل خيرا، والبعض الآخر "وضع الحزن في الجرة" بأن الفشل سيكون من نصيبه، فاشتعلت الأضواء الحمراء، فالتحالفات اهتزت والمحاور تلقت ضربة، دفعت بها الى وضع خطط جديدة، لخوض المعركة التي ستكون حامية الوطيس بانعكاسات ذات تأثير كبير.
وما نراه اليوم، هو اعادة تقييم، واستعادة أنفاس، لاصطفافات جديدة، خاصة وأن البعض ادرك بخطورة الحفر في طريقه، وعلامات استبعاده واضحة، وكيف أن المنضوين تحت تحالف واحد، مشتتون، مختلفي الولاءات ومتضاربي المواقف، كل يتسلل أينما يرى مصلحته، وصوب الأصوات التي ستقرر نتائج المعركة.
الساعون الى عضوية مؤسسات الحركة، في لقاءات دائمة، واجتماعات متواصلة، وتنقل بين المحافظات و "الاحترامات الزائدة" أحد المظاهر، والاستقبالات لمن أفرزتهم الانتخابات الحركية "فوق الريح" وليس بين هؤلاء الساعين بكل ما يملكون أحد يثق بالآخر، دون أن ننسى الشائعات التي تطلق من تحت الطاولة، والكولسات "الاستخباراتية" في الداخل بيوتا ومكاتب، وفي العواصم من كل جنس صديقة أو متربصة أو عدوة.
وتستمر الاستعدادات، و "الحرب" تواصل لهيبها، والأيادي على القلوب، وكأن الأمر تنافس على دخول الجنة، لكن، الفرق، هو أن الجنة بحاجة الى الأعمال الصالحة، دون رياء أو نفاق و "وضع أرجل" واستعداء واقصاء وتحريض، أما المعركة "المؤتمر" فالاسلحة فيها تختلف ووسائل التنافس لا تعرف المحرمات والخطوط الحمراء.