ومع وصول نتنياهو الى واشنطن يفتح باب المزاد على رزمة التعويضات الأمريكية لاسرائيل، أي استلام الأثمان، وعلى رأسها الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون، دعما امريكيا لحلول تعدها وتصيغها اسرائيل للصراع مع الفلسطينيين، بغطاء أمريكي ومن عرب الاعتدال وفي مقدمتهم آل سعود الوهابيين، أثمان تضم أيضا دعا ماليا وعسكريا أمريكيا لاسرائيل، وفي اللقاء المرتقب بين الزعيمين الاسرائيلي والامريكي، سيتم الاتفاق على آلية التهديد للقيادة الفلسطينية، حتى تعود الى طاولة التفاوض بوعد أمريكي لحل لملف الصراع، وهذا الحل لن يلبي الحد الأدنى من المطالب الفلسطينية، اضافة الى سعي أمريكي باغلاق أبواب المحافل الدولية أمام القيادة الفلسطينية في معركتها السياسية والدبلوماسية التي لم تنته بعد، وهنا، فان كل تصريحات التهديد، وارتفاع سقف التلويح "بالأوراق" لن تجدي نفعا، فهي مجرد شعارات لا أكثر، تكشف زيفها، عدم الحسم في اتخاذ الخطوات والمواقف الجادة، وهذا هو المردود الذي تجنيه قيادة وضعت كل بيضها في السلة الأمريكية وأقحمت نفسها طرفا في الصدام والتوتر الشخصي في العلاقات بين نتنياهو وأوباما ـ لذلك، سنتوقع المزيد من التهديدات العربية والأمريكية للشعب الفلسطيني وقيادته، في حين ستواصل اسرائيل سياستها اتجاه الأرض الفلسطينية، مصادرة وقمعا وتهويدا.
وما نشهده اليوم من تراجع، سببه، الثقة العمياء في السياسة الامريكية، وهذا يعني فشل سياسة القيادة الفلسطينية التي صدقت وعود واشنطن، وما نخشاه، هو استمرار هذه السياسة دون مراجعة أو اعادة حسابات.