2025-05-23 08:28 ص

البحث عن خليفة للرئيس عباس.. من الهدوء الى العنف!!

2015-10-18
القدس/المنــار/ كتب المحرر السياسي/ قبل ان تندلع الهبّة الشعبية من القدس، هبّة جيل الانتفاضة الثالثة، كان الشارع الفلسطيني مشعولا بمسألة "خلافة" الرئيس محمود عباس، والتغييرات في المجلس الوطني والتنفيذية وكولسات المؤتمر العام لحركة فتح، وكل أدلى بدلوه تفسيرا وانتقادا وتبريرا.. ولم تكن، القوى الاقليمية وتلك في الساحة الدولية بعيدا عن هذا الانشغال وتفاصيله، والمحاور المتشكلة والاصطفافات والتحالفات المتغيرة بين العناصر والجهات المتنافسة. ما شهدته الساحة الفلسطينية كان "بحثا هادئا" عن خليفة للرئيس عباس، دون صدام أو اشتباك بالمعنى الذي توقعته الكثير من القوى.
وتأجلت مواعيد عقد الدورات، وتوقفت تغييرات في تنفيذية المنظة، تحت الاسباب القانونية، وراحت بعض القوى والقيادات تحذر من خطط تشكيل المؤسسات الفلسطينية استنادا الى أغراض شخصية، وترتيب متعمد لامساك جهة متنفذة بمفاتيح هذه المؤسسات!!
وقبل اندلاع الهبّة الشعبية، هبّة القدس، توالت الأنباء والتحليلات عن تحرك تقوم به حركة حماس لتشكيل تحالف مع قوى في الساحة، لقلب الطاولة وخلط الأوراق، والانتظار فترة زمنية بسيطة الى حين الانتهاء من التوقيع على اتفاق الهدنة طويلة الأمد بين الحركة واسرائيل، لقطف بعض الانجازات تكون الراية التي سترفعها حماس والمتحالفون معها نحو اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية جديدة.
وفي خضم هذا التصارع والاتهام بـ "النيات المبيتة"، اندلعت الهبّة الشعبية، فتفاجأ المتصارعون ، وجنحوا نحو تقارب لمواجهة هذه الهبّة، افشالا واخمادا، واما "لحاقا خجولا" خشية فقدان المكتسبات التي وعد بها المتصارعون، وتحديدا بين حماس والسلطة الوطنية، هذه الهبّة لم تتوقعها أجهزة حماس وأجهزة السلطة، التي انشغلت بـ "معركة الكراسي" ووضع اليد على مفاتنيح المؤسسات الفلسطينية.. أما توقعات اسرائيل فكانت شبيهة بتوقعات حماس والسلطة، لكنها، طرحت تفسيرا يقول أنه في حال اندلعت هبّة جماهيرية في الشارع الفلسطيني، فانها ستكون ضد السلطة الفلسطينية، وسوف تتخللها أعمال عنف، أي اقتتال داخلي. بمعنى، أن الجهات الثلاث، السلطة واسرائيل وحماس، فشلت جميعها في التنبؤ في اندلاع هبّة شعبية، ولم تحسب حسابا لجيل مدرك واع لما يدور ويجري، داخليا وعلى صعيد التحركات والجهود السياسية.
الآن، وقد اندلعت الهبّة الشعبية، هبّة القدس، فان الصورة وعناصرها اختلفت، وفرضت ظلالها على المتصارعين على كرسي الحكم، وبالتالي، قد تطل من جديد مسألة خلافة الرئيس محمود عباس، ولكن، من خلال أعمال عنف، بمعنى آخر الاتيان بخليفة عبر العنف بعد أن أسقطت الهبّة الشعبية، عامل الهدوء لايجاد خليفة للرئيس محمود عباس، لذلك، سوف يستأنف المتصارعون عملية التنافس على مقعد الرئاسة، ولكن، دون أن يدركوا أن جيل الانتفاضة الثالثة، قد خلق مناخات جديدة وأدخلت الى الصورة عناصر ومعطيات جديدة، وقد تشكل العامل الأكبر في تحديد التطورات القادمة، لا كما يتوهم البعض، بأن الهبّة ستخبو دون نتائج أو تأثيرات على صراع القوى، وعلى المشهد السياسي الفلسطيني، فهذا الجيل وعلى عكس معدي التقارير من على الطاولات الضخمة، وبعيدا عن نبض الشارع، سيرسم صورة جديدة للمشهد السياسي الفلسطيني، مؤكدا وعيه وحرصه، ودوره في صناعة الاحداث وتطوراتها، مفشلا توقعات تلك الجهات التي تبني سياساتها على "الوشوشة" و "تحليلات الضيوف" وما تسربه وسائل الاعلام.