في اسرائيل فوجئوا باندلاع هبّة القدس، والتقارير الأمنية والاستخبارية المقدمة للمستوى السياسي أثبتت فشل معديها، وهذا يعتبر قصورا، ومادة للمعسكرات المتنافسة كي تبحث أين تقف مصالحها الحزبية؟!
هذا يعني، أن الساحة الاسرائيلية مقبلة على تغييرات "مواقعية" ان لم تكن قريبة الوقوع والحدوث، فقد يجر الجميع نحو قرار تبكير الانتخابات، وسيكون هذا أحد تداعيات الهبّة الشعبية، على ساحة اسرائيل.
فماذا عن الساحة الفلسطينية؟!
تداعيات كثيرة وكبيرة ستلحق بهذه الساحة، وعلى مستويات عدة، فالسلطة الفلسطينية هي الأخرى اعتقدت بأن ليست هناك لدى الشباب قدرة على اشعال هبّة ومن القدس، وبالتالي المضي في سياسات مرسومة لن تواجه بأي عائق، وما يخطط له، سيتواصل تنفيذه على عدة مستويات سياسية، ومصالحة، وتبوأ مركز، وترتيب مؤسساتي.
لكن، جاءت هبّة القدس المستمرة، لتهز أركان تلك القطاعات والسياسات لدى السلطة الفلسطينية، وهي مضطرة ان ارادت تفادي التشويش، وربما الانتقاد والجرح، وأبعد من ذلك، عليها التعاطي مع ما يترتب من نتائج وتداعيات لهذه الهبّة المتطورة.
دوائر سياسية تقول لـ (المنــار) أن على السلطة لتفادي اهتزاز القواعد المقامة عليها، اجراء تغييرات في الساحة الداخلية، ترضي الجيل الشاب، وأن تلجأ الى اتخاذ خطوات وقرارات تقنع هذا الجيل برغبة السلطة في الاقتراب من رغبات جيل منتفض متمرد على كل المناخات والأجواء الصعبة التي يعاني منها، فهذا الجيل يرفض الارتداد عن هدفه الأساسي، لكنه، مقابل ذلك، يريد امتثالا لرغباته وخطوات من جانب السلطة، تثبت وضع يدها على الجرح، وجدية التغيير.
وتضيف هذه الدوائر نقلا عن مصادر فلسطينية، بأن السلطة أمام خيارات صعبة، لكن، الأسلم لها، هو أن تعمد الى اجراء تغييرات داخلية تثبت من خلالها ادراكها لتداعيات الهبّة الشعبية، حتى تكون في منأى عن ارتدادات خطيرة في ظل تنامي "النقمة" وتصاعدها، ولأسباب وعوامل كثيرة.
وترى الدوائر، استنادا الى تلك المصادر، أن مواقع عليا قد تشهد تغييرا واستبدالا، بما في ذلك، الطاقم التفاوضي، مع الابتعاد عن سياسة "الاقصاء" و "الكمائن" في اختيار أعضاء المؤسسات الرفيعة في الساحة الفلسطينية.