والملاحظ أن الفصيلين المتخاصمين ماضيان في تعميق حالة التشرذم والانقسام، وهذا أمر طبيعي ما دام كل منهما لا ينطلق في رؤيته لساحة موحدة من أهداف وطنية بعيدا عن المنافع الذاتية والمصالح الشخصية.
فصراع "الرايات" الذي نشاهده في المناسبات كتشييع جثامين الشهداء، يعكس عدم جديّة الفصيلين المتصارعين للتلاقي وانهاء الانقسام، صراع "الريات" بات أمرا مخجلا، ويثير العديد من التساؤلات داخل ساحة دخلت مرحلة جديدة من مراحل مواجهة الاحتلال وقطعان المستوطنين.
صراع الرايات، يعني أن فتح وحماس ليس في واردهما حماية الساحة، وتحقيق الوحدة وانهاء الانقسام، وهو صراع يأتي للتغطية على عجزها، وعدم مشاركتهما في هبّة القدس، ورفع كل فصيل راياته بكثافة في هذه المناسبة أو تلك هي الإدانة بعينها، فهذه الرايات صفراء أم خضراء، مهما كانت درجة انتشارها، وأعدادها، فهي لم تعد تعني شيئا للشارع الفلسطيني، انه الدليل على قلق هذين الفصيلين من استمرار هبّة القدس.
والمؤلم أن حماس وفتح يتبارزان ويتنافسان في رفع اعلامهما، ويغيّبان العلم الرمز، علم فلسطين، وهذا ما شاهدناه في تشييع جثمان الشهيد المسالمة في بيت عوا.. هناك لم نلحظ على فلسطين يرفرف وانما غابة من الرايات الخضراء والصفراء، فأية مصالحة تتحدث عنها فتح وحماس، هذه الغابات من الرايات تؤكد بدون أدنى شك، أن الفصيلين ينطلقان من مصالح شخصية في خلافاتهما، وأما الوطن فهو غائب عنهما، بدليل أن كلا منهما يقومان بتغييب العلم الرمز، علم فلسطين.
مهما كانت أعداد أعلام الفصائل كبيرها وصغيرها، فهذه الفصائل حتى الآن.. ما تزال مترددة في مشاركتها شباب الهبّة الشعبية هبّة القدس.
كثرة الاعلام الفصائلية ليست دليلا على مشاركة أصحابها الجيل الشاب هبته ضد الاحتلال والعدوان.