2025-05-23 04:24 ص

قطيعة صامتة بين السلطة الفلسطينية والقيادة الأردنية

2015-11-01
القدس/المنــار/ قطيعة صامتة بين السلطة الفلسطينية والقيادة الأردنية، وقيادة السلطة حريصة على عدم بروز هذه القطيعة على السطح، ومعنية بـ "لملمة" ذيول الأسباب،لكن، على ما يبدو أن هناك جهات أردنية بايعاز من دائر صنع القرار أو على عاتقها وفهمها للمعادلات المرسومة وتلك التي ترسم معنية بتصعيد التوتر بين القيادتين الفلسطينية والاردنية.
وفي الأيام الأخيرة، برزت مسألتان شكلتا مادة لجهات في الجانبين لاثارة القطيعة، واحداث تداعيات يصعب بعدها جسر الهوة بين طرفين هما الأكثر تأثيرا في ساحة الصراع، المسألة الأولى، عدم عقد لقاء بين العاهل الاردني والرئيس الفلسطيني، خلال تواجد الأخير في عمان للقاء وزير الخارجية الامريكي، الذي كان يفترض في القيادة الفلسطينية دعوته الى رام الله للقاء الرئيس محمود عباس، وعدم عقد اللقاء على مستوى القمة في العاصمة الأردنية له معاني ودلالات وتفسيرات كثيرة، خاصة وأن تواجد الرئيس عباس في عمان كان لبحث تطورات الأوضاع في الساحة الفلسطينية، أي أن موضوع النقاشات مع جون كيري وغيره هو موضوع فلسطيني بالدرجة الأولى، وان كانت هناك وصاية أردنية على المقدسات الاسلامية في القدس، وبالتالي، عدم الالتقاء بين الرئيس الفلسطيني والملك الاردني كان متعمدا من الجانب الاردني، ولهذا التعمد أبعاده وتداعياته، ويخفي وراءه الكثير من الأسباب، ويعني قبل كل شيء أن هناك توترا في العلاقات بين عمان ورام الله يصل الى درجة القطيعة.
لكن، هذه القطيعة لها اسبابها، كا لها مدلالوتها، ويبدو استنادا الى دوائر سياسية أن تحركات ومواقف فلسطينية، هي التي تقف وراء هذه القطيعة، وأيضا، ربما أن القيادة الأردنية وضعت مطالب أمام رئيس السلطة الفلسطينية، لا يستطيع الالتفات اليها، تفاديا للاحراج أمام شعبه، واذا كان الأمر كذلك، فان هذا تدخلا من الجانب الاردني، لا ينضوي تحت لواء التنسيق بين الشقيقتين، ثم أن الموقف الفلسطيني من هذه القضايا أو تلك لا يعني أن يكون متطابقا مع الموقف الأردني، ويبقى القول أن المؤكد هو وجود قطيعة بين عمان ورام الله، ونخشى هنا، أن تشكل القطيعة الاردنية ، جزءا من حملة الضغوط المارسة على القيادة الفلسطينية من جهات عديدة واقليمية ودولية.
أما المسألة الثانية، التي اثارت الاهتمام والمتابعة في الأيام الأخيرة، فهي تصريحات رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني حول محادثات عمان، ولعبة "الكاميرات"، فهي كانت قريبة من نبض الشارع الفلسطيني، وبشكل أدق الأقرب على التعبير عن موقف الشارع الفلسطيني، وأما الهجمة الشرسة التي تناولت هذه التصريحات من جانب جهات أردنية قريبة جدا من المستوى الرسمي، فرغم أنها ظالمة، الا أن الهجمة الاردنية، ربما يكون موعزا بها ومقصودة، تضيف بعدا آخر على القطيعة بين عمان ورام الله، وبصورة أوضح، الهدف منها الابقاء على أجواء التوتر بين القيادتين الفلسطينية والأردنية، وهذا يثير قلقا كبيرا، في ظل التطورات والظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني، فهل هناك جهات مستفيدة من وراء هذا التوتر، ولماذا، الابقاء عليه حتى الآن، أم أن وراء الأكمة ما وراءها، وتحديدا فيما يتعلق بالمشهد السياسي الفلسطيني؟!