2025-05-22 11:36 م

الأردن .. بين الارتداد الارهابي وبين تغيير السياسات وتحصين الساحة

2015-12-30
القدس/المنــار/ تقارير استخبارية عديدة تفيد بأن هناك دولا في المنطقة داعمة للعصابات الارهابية، تخطط لضرب الاستقرار في الساحة الاردنية، التي ترى فيها الدول المذكورة ميدانا لصراعاتها، مستغلة الهزائم التي يلحقها الجيش العربي السوري في صفوف العصابات الارهابية، لتحقيق ارتداد نحو الساحة الاردنية، التي تقول التقارير بأن بعض مناطقها هي حاضنة لهذه العصابات.. التي تختبىء في معظم عناصرها على شكل خلايا مسلحة، تحت تصرفها مخازن للسلاح تنتشر في مناطق متعددة.
وتقول دوائر دبلوماسية لـ (المنـار) أن سياسة ضخ المرتزقة والارهابيين الى الاراضي السورية عبر الحدود مع الاردن، باتت سلاحا ذو حدين، وهي سياسة تشجع الارهابيين على استباحة الساحة الاردنية، فالارهاب لا دين أو ذمة له، والدول الممولة للارهاب والتي تستغل صمت الاردن، وربما مشاركته، لا يعنيها الاستقرار في الساحة الاردنية، وهي تتصرف وتتحرك في الاردن دون احترام لسيادة البلد، وهذا من شأنه تثوير الساحة بمعنى أن شقا آخر بات يهدد استقرار الاردن، يضاف اليه الارتداد الارهابي في ظل التطورات التي تشهدها الساحة السورية.
وتضيف المصادر أن القيادة الاردنية تلقت مؤخرا تحذيرات من استمرار ضخ حدودها أمام الارهابيين، وشحنات السلاح التي ترسلها المملكة الوهابية السعودية الى العصابات الارهابية في سوريا، واشارت المصادر الى أن هذه التحذيرات تضمنت ضرورة ان يقوم الاردن باغلاق معسكرات التدريب الارهابية على اراضيها، وقطع صلتها بالقيادات الارهابية، التي تلتقي مع قيادات سعودية على ارض الاردن.
وتكشف المصادر عن تحركات مريبة لجهاز الاستخبارات القطري في الساحة الاردنية، انطلاقا من اوهام السيطرة التي تختزن بها عقول حكام المشيخة، وكحلقة من حلقات مخطط التنافس وتصفية الحسابات بين الدوحة والرياض، على الساحات المختلفة في الاقليم، وهو تنافس يدور في الخفاء بين العاصمتين من اجل تزعم المنطقة وتستخدمان من أجل ذلك، السلاح المالي والارهابي واللحاق بالتحالفات المشينة، والركض لتشكيلها من جنسيات مختلفة.
وترى المصادر انه رغم حذر الاجهزة الامنية الاردنية وضبطها للاوضاع في ساحة الاردن، ونجاحها في وضع يدها على عدد من الخلايا الارهابية التخريبية، الا ان هناك ضرورة، لانتهاج سياسة جديدة اتجاه الارهاب وداعميه، والغاء السياسة القديمة التي ورطت هذا البلد في مستنقع كانت القيادة الاردنية في غنى عنه، فالدول الداعمة للارهاب وعلى رأسها المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر وتركيا، معنية بتدمير كل الساحات العربية، لتبقى هي "السيد المهيمن" على امتداد الوطن العربي، ورغم ما قدمه الاردن من هدمات لهذه الدول في اطار الحرب الارهابية التي تتعرض لها الدولة السورية، فان استهداف ساحة الاردن ليس بعيدا، ولا يعني الدور الاردني لها شيئا، عندما تجد نفسها في مأزق وعلى حافة فشل سياساتها، عندها ستلجأ الى ساحة اخرى، كالاردن وهي الساحة المرشحة للفوضى اذا لم تسارع القيادة الاردنية الى تحصين هذه الساحة، والبدء باغلاق الحدود في وجه الارهابية المتدفقين على سوريا، أو العائدين منها الى الساحة الاردنية، ولفتت المصادر الى ما ذكرته تقارير اسرائيلية، بأن هناك اخطارا تتهددها اسرائيل، ومن لينها، اشتعال الفوضى في الساحة الاردنية.
وتفيد المصادر الدبلوماسية بأن القيادة الاردنية على مستوييها الامني والسياسي في حالة تأهب، تتابع كل التقارير الواردة اليها حول امكانية الارتداد الارهابي ومحاولات العبث في الساحة الاردنية.