2025-05-22 09:36 ص

الاستاذ هيكل في ذمة الله

2016-02-17
القاهرة/المنــار/ توفي الكاتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل عن 93 عاما، بحسب ما ذكره التليفزيون المصري.
وتدهورت الحالة الصحية لهيكل، خلال الأسابيع الماضية، بسبب معاناته من مرض "الفشل الكلوي".
ويعد هيكل أحد أكثر الصحفيين والسياسيين المؤثرين في مصر، وقد عُرف بقربه الشديد من الرئيس المصري الراحل، جمال عبدالناصر.
ولد هيكل في سبتمبر/أيلول 1923، في إحدى قرى محافظة القليوبية، شمالي مصر.
وبدأ عمله الصحفي عام 1942، وروى أنه توجه لتغطية حرب فلسطين، حيث تعرف على الرئيس المصري جمال عبدالناصر.
وكان هيكل من أشد المقربين للنظام الناصري، وتولي رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة الأهرام عام 1956، لمدة 17 عاما. كما تولى منصب وزير الإعلام، ووزير الإرشاد القومي، وأُسندت إليه مهام وزارة الخارجية لمدة أسبوعين.
كما حرر كتاب "فلسفة الثورة" الذي نُشر باسم عبد الناصر، بالإضافة للعديد من الخطب التي ألقاها الرئيس المصري آنذاك، ومن أبرزها خطاب التنحي بعد هزيمة عام 1967.
واعتزل هيكل الحياة السياسية والعامة أثناء حكم الرئيس المصري محمد أنور السادات، إثر خلاف حول الإدارة السياسية. وكان على رأس ما عُرف بقائمة اعتقالات سبتمبر/أيلول 1981، قبيل اغتيال السادات.
كذلك عُرف بمعارضته الشديدة لخطة التوريث إبان حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وكان من الداعمين لترشح الرئيس المصري الحالي، عبدالفتاح السيسي.
وفي الأشهر الأخيرة من حياته الحافلة بالعطاء والمواقف المنحازة الى الامة، حذر الاستاذ هيكل من انهيار الدولة السورية، ومن المؤامرة الارهابية التي تستهدف الشعب السوري ، ودعا القيادة المصرية الى دعم الشعب السوري وقيادته، محذرا من التأثبر الخليجي على قيادة مصر، ووصل في توصيفه لما يجري في المنطقة العربية حدا دعا فيه الأمة الى النهوض والتصدي لمؤامرات العربان والأعراب الجهلة على الشعوب العربية وأوطانها.
هيكل صحفي القرن الذي رافق مسيرة شعب مصر منذ ثورة 1952 التي قادها القائد الخالد جمال عبدالناصر ، تعرض الى انتقادات المتآمرين أعراب الخليج، حيث وصفهم بركائز أمريكا والصهيونية، وبأنهم لم يقدموا يوما ما فيه مصلحة لهذه الأمة.
الاستاذ محمد حسنين هيكل، هو بحق عملاق الصحافة العربية، وبغيابه، تفقد الأمة أحد رموزها ومعالمها والمدافعين عن قضاياها، لقد استشعر الاستاذ الخطر المحدق بالأمة في سنوات عمره الأخيرة، ورافق ثورة الشعب المصري، وانحاز اليها في اسقاط برنامج الاخوان، لذلك، تفرغ لتشخيص المواقف والاحداث في المنطقة، وتطرق بصدق وصراحة، الى السيل الكفيلة بدرء الاخطار ومخاطر المؤامرة المسماة بـ "الربيع العربي".
الاستاذ هيكل انحاز الى شعوب الأمة، وطموحاتها وتطلعاتها، وكشف أسرارا كثيرة عن المؤامرة الارهابية التي تقودها أمريكا وتمولها المملكة الوهابية السعودية ومشيخة قطر والنظام الأوردغاني، وخاطب شعب مصر بقلق ومحبة، قائلا: بأن مصر كسوريا مستهدف من الأعراب، ودعاه الى الحفا على دور أرض الكنانة في الساحتين الاقليمية والدولية، ومساندة الدولة السورية في مواجهة المؤامرة الارهابية.
يغادرنا الاستاذ وهو في قمة عطائه، فهو لم يتوقف عن الكتابة وتصدر شاشات التلفزة، حتى والمرض يزحف الى جسده، تاركا للمكتبة العربية عشرات الكتب والمراجع، وامتلأت الصحف العربية والغربية بالعديد من المقالات والتحليلات القيمة، التي ستبقى في ذاكرة أبناء الأمة لما فيها من عمق وتحارب وقدرة فائقة على التحليل، لقد رحل الاستاذ عملاقا.. بعيدا عن الارتزاق والاحتراق، حاملا لواء الدفاع عن الأمة، صريحا صادقا، مطلعا على كل جوانب الأحداث طوال عقود طويلة من الزمن.