في الساحة الفلسطينية صراع تستخدم فيه كل الأدوات، وتشارك فيه قوى وأنظمة.. خطوات ومواقف متضاربة ومتباينة.. انها ساحة "حرب" وشائعات، وضرب "تحت الحزام"، والمال السياسي تسلل الى أصحاب وقادة المحاور والاصطفافات.. والانتظار على ما يدور في الساحة، دون علاج ومواجهة ومتابعة، يعني ببساطة وصراحة.. الانجرار نحو التهلكة.
الآن.. الشارع الفلسطيني، ينتظر خطابا رئاسيا، واضحا وصريحا يضع فيه النقاط على الحروف، لا يخشى فيه "لومة لائم" ، يأخذ فيه بالاعتبار والحسبان رغبات الشعب، والفوضى العبثية التي تتسبب فيها عناصر قيادية من الدوائر المقربة، وفي مؤسسات السلطة، وخروجها على الأنظمة، واللجوء الى الغرباء.
خطاب رئاسي مطمئن في وقت تشير فيه الدلائل الى مستقبل مركب مجهول من الفوضى والعنف والفلتان، خطاب حازم، صادق، ليس المقصود والغرض منه، ارضاء هذه الدولة على حساب تلك، فالشعب الفلسطيني بحاجة الى دعم الجميع، وليس التمحور مع هذا وضد ذاك، أو تأييد سياسة هذه الدولة الارهابية أو تلك، فمصلحة الشعب والقضية هي فوق كل اعتبار، فالتاريخ يسجل ولا يرحم.
في الدوائر العليا.. أكثر من "وسواس خناس"، وبالتالي، الأخذ بآراء ونصائح هؤلاء، أمر مدمر، بل يتلاقى مع كل الجهات التي تسعى لاسقاط المشهد السياسي، وضرب المشروع الوطني الفلسطيني.
ما يريده، وينتظره الشارع الفلسطيني في هذه المرحلة خطاب رئاسي يتميز عن الخطابات السابقة، خطاب لا يخر منه الماء.. كما يقولون.