نسبة الرافضين للتنسيق الأمني وضرورة الحزم في اتخاذ المواقف في ازدياد، مهما كانت أسباب الاستمرار بهذا التنسيق، لكن، السلطة لديها الاصرار على المضي قدما في هذا الموضوع، وتطرح ذرائعها وتبريراتها، ومن خلاله تطلب "العدالة" من اسرائيل بانهاء الصراع والعودة الى ميدان التفاوض.
أية مؤسسة فلسطينية تقف عاجزة أمام هذا "المكروه" المسمى بالتنسيق الأمني، أي "لا في اليد ولا حيله"، فالمقود مع اصحاب القرار وهم متمسكون بالتنسيق الأمني، وان طرحوا "انهم عازمون على توقيفه"، وسمعنا ذلك، وما نزال منذ سنوات طويلة.
لقد طالب المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني وتحديد العلاقة مع اسرائيل، وجاء رد صناع القرار وهي دائرة مغلقة على نفسها، لا تقبل تشاورا أو انضماما، أو السماح لأحد بالتقدم الى جدارنها، وان حاول البعض سيلاقون التشهير والشائعة والاتهام وتحميله وزر وقوع تسونامي اليابان، وانفصال الأرض عن الشمس، كان رد صناع القرار تشكيل لجنة لدراسة الأمر، لكن، اللجنة لم تشكل ولمن تنعقد، وكان القرار مجرد حبر على ورق، قرار استرضائي يغلق ابواب النقاش ويرفع مستوى الأمل المفقود لدى الشارع الفلسطيني.
والحقيقة، أن لا نية لوقف التنسيق الأمني، فهناك خطوات واجراءات متزايدة تؤكد أن هذا التنسيق بات قدرا، وأبديا، ومن خلاله، تنفذ بوادر حسن النوايا، لعل الاحتلال يرأف بالحال، لكن، تمنيات المنسقين في واد، وقيادة الاحتلال في واد آخر، زد على ذلك، تهديدات الجانب الاحتلالي بالكم والنوع في حال أقدمت السلطة على توقيف التنسيق الامني، والرد فلسطينيا على هذا التجاهل، يأتي مقتضبا بجمل عهدناها منذ زمن طويل، فمثلا انتظروا لدراسة الاليات، وتشكيل اللجان وانتظار عقد اللقاءات في المؤسسات ذات العلاقة، أي لا رد شافيا، وانما هو تخدير وتغييب للعقل والوعي، فالسلطة، أو صناع القرار فيها تخشى ردود الفعل، وهي لا تريد مصارحة شعبها بذلك، لكن، لماذا لا تتخذ السلطة موقفا حازما دون قلق أو خوف، طرح اشتراطات وتحديد موعد، في حال لم يوقف الاحتلال قمعه، المستند الى الاستمرار في التنسيق الأمني، والذي يمنحه القدرة على النجاح.
وما لم تتخذ السلطة مثل هذا الموقف، فلتتوقف اذن عن الحديث عن التنسيق، أو الاشارة الى أن لديها النية لوقفه، فهذا، استنادا الى الكثير من الوقائع والشواهد لن يتوقف في المدى المنظور، كذلك، نجزم أن المؤسسات الفلسطينية والدستورية منها خاصة، لن تستطيع أو ليست قادرة على فرض وتمرير مطلبها بوقف التنسيق الأمني، فدائرة صنع القرار ممسكة بكل الخيوط!!
وقف التنسيق الأمني وتحديد العلاقة مع اسرائيل، حكاية طويلة، لها تشعباتها ومسالكها، وخفاياها، ومساربها، وتفاصيلها، انها حكاية طويلة، والحديث بشأنها، شائك، يبعث على الملل، ولا طائل تحته.