فمن جهة، فان حركة حماس أكدت عبر مواقفها أكثر عبر مواقفها أكثر من مرة أنها ملتزمة بخط الجماعة الام، "الاخوان المسلمون" لذلك، هي جزء من تحالف قطري تركي له أجنداته الحاصة به، وهي أجندات توصل بالآخذين بها الى المشاركة في تصفية القضية الفلسطينية، وهذه المسألة تدفع بالحركة الى دائرة الاحراج.
تقول مصادر مقربة من حماس لـ (المنـار) أن داخل قيادة حماس نقاشات مكثفة حول الوضع الذي آلت اليه، وتأثيرات التحالف الاخواني على الحركة، خاصة فيما يتعلق بالاوضاع في الساحة الفلسطينية، وعلاقاتها بالجوار وحوارات المصالحة، والعلاقة مع ايران التي ثمنها موسى أبو مرزوق غاليا، على عكس خالد مشعل الذي وجه الشكر للنظام التركي.
وتقول المصادر أن الجناح العسكري في حماس على خلاف مع القيادة السياسية، ويرى الاقتراب من التحالف التركي القطري ضررا كبيرا يمس الحركة وقواعدها ويدفع بها الى مصير مجهول، ومواقف تضرب الأسس التي قامت عليها حماس، ولا تستبعد المصادر انشقاقا في الجناحين السياسي والعسكري، خاصة، وأن هناك قيادات من الجناحين تدفع الى تعزيز العلاقات مع طهران، وهذا لا يتماشى مع توجهات القيادة السياسية المتنفذة، التي تميل باتجاه أنقرة والدوحة امتثالا لاجندات جماعة الاخوان.
والتساؤل الذي تطرحه المصادر، ما هو موقف قيادات عسكرية وسياسية في حماس من امكانية اقدام قيادة الحركة على الاصطدام مع فصائل المقاومة حرصا لاتفاقيات وملاحق، قد توقع أو أبرمت، بضبط الحدود مع اسرائيل، وتؤكد المصادر أن حركة حماس باتت في وضع لا تحسد عليه، وهذا الوضع سيزداد صعوبة واحراجا كلما تواصلت ترجمة بنود الاتفاق الاسرائيلي التركي الذي لم يحقق طلب فك الحصار عن قطاع غزة، ووضع حماس في دائرة من التيه والحيرة، لكن عليها أن تختار طريقها الجديد سريعا.
وتشير المصادر الى أن المرحلة القادمة، وحتى موعد انتخابات اختيار مكتب سياسي جديد لحركة حماس، أي نهاية العام الجاري، سوف نشهد تحولا كبيرا في مسار الحركة على أكثر من صعيد، والفلسطيني بشكل خاص، وما قد يتخلل هذه المرحلة من حديث عن ميناء وجزيرة ومعابر بحرية، قد يكون له تأثيراته على المسار الجديد للحركة، لكن، الأخطر حسب المصادر أن حماس بانزلاقها وراء أنقرة والدوحة والاخوان، سوف تتحمل اثم تقسيم الوطن، وقبول الحركة بدولة فلسطينية داخل حدود القطاع، شوكة في الخاصرة المصرية، هذا اذا لم تسارع قيادات فاعلة ومؤثرة لوقف الانزلاق الذي نراه يتجذر.