أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط أن المسلحين لم يتمكنوا خلال المعارك الاخيرة من فك الحصار عن مدينة حلب ولا تحقيق أي إنجاز عسكري، لافتًا الى أن "كل ما يقال عن انجاز وانتصار في جنوب وغرب حلب هو اعلامي ومعنوي بحت ولا قيمة عسكرية او ميدانية له".

وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء، في حديث لموقع "العهد" الاخباري، أوضح حطيط أن "ما جرى في محيط حلب بالأمس ليس بالحجم الذي يرد في الاعلام"، مشيرًا الى أن "المسلحين ركزوا بعمليات ضمن استراتيجية الموجات المتواصلة المتتابعة على مربع يتراوح بين 4 و6 كلم ويمتد من الشيخ سعيد الى الراموسة وخان طومان والكلية المدفعية، وذلك في محاولة لوصل منطقة ادلب بالراموسة والاحياء الشرقية لحلب".

ولفت حطيط الى أن "القيادة السورية أدركت على الفور خطة الموجات المتواصلة واستراتيجية الموت بلا حساب التي اتبعها المسلحون لإحداث خرق باتجاه مدينة حلب، فكانت أمام حلين إما البقاء في المراكز فتتآكل قواتها وتنهار الجبهة فيتمكن حينها  المسلحون من فك الطوق عن المدينة أو أن تناور في الميدان وتحوّ ل المنطقة الى "منطقة تقتيل" للمسلحين، فاختارت الحل الثاني وقامت بإخلاء المنطقة وتحويلها الى "منطقة تقتيل" يعمل فيها الطيران والمدفعية، ما أوقع خسائر فادحة في صفوف المسلحين وصلت خلال 12 ساعة الماضية الى أكثر من 500 قتيل، وبذلك نجحت القوات السورية بحماية جنودها باعتبار أنهم لم يصطدموا بالمسلحين وحمت في نفس الوقت المهمة الموكلة اليها سيما وأنه ليس بامكان المسلحين الوصول الى المنطقة المحاصرة كونها واقعة تحت كثافة نيران الجيش السوري".

وخلص حطيط في حديثه لـ"العهد" الى أن "القوات السورية تمكنت من تحويل الطوق على حلب من طوق بالمراكز والقدم الثابتة الى طوق ناري بالطيران والمدفعية"، نافيًا أن يكون المسلحين قد تمكنوا من فك الحصار عن حلب، والدليل انهم لم يستطيعوا الدخول الى حلب لأن الخرق الذي حصل واقع تحت نار كثيفة، ومؤكدًا أن "المناورة التي قام بها الجيش السوري ستؤدي الى استنزاف المسلحين، بعد أن أحال الجيش السوري الموجات المتتابعة للمسلحين الى مناورة "الغارات المتتابعة" في مناطق التقتيل، ما أدى الى حرمان المسلحين من الاستفادة من ما أسموه خرقًا وحماية القوات السورية والمحافظة على الطوق على مدينة حلب".وفق ما يؤكد العميد حطيط.