2025-05-19 04:27 م

“تقرير موسع” يكشف عن العلاقات السياسية ما بين البحرين وإسرائيل

2016-10-03
ألقى وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة حجراً في ماء خُيّل لكثيرين أنه كان راكداً.. فقد أبّن في تعليق على حسابه الرسمي في “تويتر” (28 سبتمبر/ أيلول 2016) الرّئيس الإسرائيلي التاسع شيمون بيريز مشيداً به كرجل حرب وسلم.

قال “ارقد بسلام أيها الرئيس شيمون بيريز، رجل حرب ورجل سلام ما يزال بعيد المنال في الشّرق الأوسط”، لكن في الحقيقة لا حجَر التأبين الذي أثار عاصفة من ردود الأفعال ولا العلاقات البحرينية – الإسرائيلية التي صار عمرها الآن يناهز 22 عاماً كانت راكدة على الإطلاق.

تعود قصة العلاقات السرية بين البحرين وإسرائيل إلى العام 1994 حين زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي في حكومة إسحاق رابين العاصمة البحرينية المنامة على رأس وفد دبلوماسي رسمي كبير للمشاركة في المناقشات الإقليمية حول القضايا البيئية. كانت الزيارة جزءا من عملية السلام المتعددة الأطراف التي بدأت بعد انعقاد مؤتمر مدريد في عام 1990. وقد وصفت الزيارة التي التقى فيها ساريد كلاً من وزير الخارجية البحريني آنذاك محمد بن مبارك آل خليفة ووزير الصحة جواد العريض بأنها “الأولى إلى دولة خليجية”.

ويروي  نمرود غورين رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسة الخارجية الإقليمية والمساهم في صحيفة “هآرتس” تفاصيل لافتة لجدول الأعمال الذي نفّذه الوفد الإسرائيلي في البحرين والذي لم يقتصر فقط على المشاركة في المؤتمر. فخلال فترة وجوده في البحرين زار الوفد متحف البحرين الوطني والكنيس والمقبرة اليهوديين ولائحة من الآثار كان قد أعدّ لزيارتها مسبقاً في شكل نقاط على خارطة.

لنستمع إلى ما ينقله على لسان رئيس الوفد الإسرائيلي ساريد الذي ألقى عقب عودته إلى تل أبيب كلمة من فوق منصة الكنيست الإسرائيلي تطرّق فيها إلى تفاصيل الزيارة. “كان الهدف من زيارتي للبحرين أولا وقبل كل شيء لفتح خط اتصال مباشر بين إسرائيل والبحرين، حتى نتمكن من تحقيق التفاهم المتبادل والعمل معا وإقامة علاقات بين بلدينا في نهاية المطاف”، مضيفاً “خلال زيارتي التقيت مع وزير الخارجية البحريني ومع وزير الصحة وهو المسؤول عن المسائل البيئية في بلاده”.

ويتابع غورين ناقلاً تفاصيل الزيارة التي رواها ساريد في مقالته “وزير الخارجية البحريني طلب مني أن أنقل رسالة سلام للشعب الإسرائيلي، وعزمه ورغبته في رؤية إنجاح عملية السلام، وإقامة تعاون اقتصادي مع إسرائيل، وينظر إلى اجتماع بين مجموعات عمل حول القضايا البيئية وزيارتي هناك كانت كأول خطوة في عدد من المراحل التي من شأنها أن تؤدي إلى توثيق العلاقات بين البلدين”.

غادي بالتيانسكي، الذي كان في ذلك الوقت مساعدا لنائب وزير الخارجية الإسرائيلي والمسؤول عن وسائل الإعلام، كان قد شارك في الزيارة أيضاً. وحول ذلك يتذكر “رافقت ساريد إلى الاجتماع مع وزير الخارجية البحريني (محمد بن مبارك) الذي أعرب عن اهتمامه الكبير في الشؤون الإسرائيلية الداخلية (بما في ذلك الخلافات بين حزب العمل وميرتس)، وتحدث بإيجابية عن التعاون الإقليمي المحتمل، كما رحب بالوفد الإسرائيلي  بطريقة ممتعة ودية”.

ويواصل بالتيانسكي “كان لدى وزير الخارجية البحريني تحفظات حيث عارض بشكل قاطع التغطية الإعلامية للقائنا ولم يرغب في ذلك على الملأ، كما أكد أن إسرائيل والفلسطينيين يجب أن يتقدم حوارهم بشكل ثنائي وليس عبر أطراف، في كل تفاعلاتنا مع مضيفينا، كانت الرغبة في التعاون المستقبلي واضحة، إذا تحققت بفضل الظروف في المستقبل”.

وتابع موضحاً”إن الزيارة إلى البحرين تضمّنت أبعادا ثقافية وتاريخية، لتسليط الضوء على العلاقات البحرينية المتينة باليهودية، فقد زار الوفد المقبرة اليهودية القديمة في العاصمة المنامة. إن هذا الأمر يؤكد كيف يتم الحفاظ على الموقع، ومدى أهميته يعكس علاقاتهم مع اليهود، ومدى تقديرهم -ليس كرها – لشعور اليهود” على حد تعبيره.

بدوره، تطرق  إيلان باروخ الذي كان مدير إدارة تنسيق المفاوضات المتعددة الأطراف في وزارة الشؤون الخارجية في ذلك الوقت إلى زيارة “المتحف الوطني في البحرين، كانت زيارة رائعة، وتضمن العرض العملات القديمة التي تم العثور عليها في البلاد، والتي كانت مركزا تجاريا عالميا في العصور القديمة والعصور الوسطى. ومن بين القطع واحدة مع الكتابة العبرية من طبريا، وأعتقد من القرن الأول قبل الميلاد”.

وحسب “الوعي نيوز”  كانت هذه الزيارة مجرد قراءة الفاتحة لبدء مسار طويل من العلاقات بين البلدين سينمو بعد ذلك ويتشعّب. “مرآة البحرين” حاولت رسم الخط الزمني لتطورات العلاقات بين البحرين وإسرائيل. وفيما يلي التفاصيل: