2025-05-19 03:28 ص

الولايات المتُحدة تطوي صفحة: السباق الرئاسي الأكثر «ابتذالاً» في تاريخها

2016-11-09
واشنطن/ طوت الولايات المتحدة، صفحة السباق الرئاسي الأكثر «ابتذالاً» في تاريخها. على مدى 511 يوماً، «أتحف» المرشّحان العالم برؤيتَيهما المُستقبليتَين لأكبر قوّة في العالم. بين السيئ والأسوأ، بين المرشّحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، اتخذ الأميركيون، مضطرين، خيارهم «المرّ». وبغضّ النظر عن النتيجة، فإن ما بعد التاسع من تشرين الثاني 2016، يومٌ آخر.
حتى آخر لحظة قبل فتح صناديق الاقتراع عند الساعة الحادية عشرة بتوقيت غرينتش، واصل المرشّحان مواجهتهما الضارية حتى الرمق الأخير في حملة أحدثت شرخاً في الداخل، وأثارت استغراباً في الخارج.
من مزارع النخيل في فلوريدا إلى جبال نيوهامشاير الخضراء، مروراً ببنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وانتهاء بميتشيغن، قطع المرشّح الجمهوري آلاف الكيلومترات لاختتام حملته التي شهدت حدة غير مسبوقة في الخطابة، متعهداً بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار «اميركا اولاً».
أما مُنافسته الديموقراطية، فاختتمت حملتها بسهرتَين حافلتَين في فيلادلفيا وكارولاينا الشمالية، شارك في الأولى الرئيس الحالي باراك اوباما، أمام حشد قياسي وصل إلى أربعين ألف شخص في مبنى «اندبندنس مول» وصــولاً إلى المبنى الذي أعلن فيه الآباء المؤسسون استقلال الولايات المتحدة في العام 1776. ووعدت بلمّ شمل البلاد تحت شعار «أميركا للجميع».
وقال أوباما: «لديكم شخــص استــثنائي تصوّتون له، يتجسّد بشخص هيلاري كلينــتون»، مُضيفاً: «أُراهن على أنكم سترفضون الخــوف وتختارون الأمل».
وتولّى تيد نودجنت، الذي كان من نجوم الروك ومن أشدّ المُدافعين عن حيازة الأسلحة، إثارة حماس القاعة في نهاية مهرجان ترامب في «غراند رابيدس» في ميتشيغن، مساء أمس الأول، لكنّه لا يُقارن بالنجوم الذين أحيوا حملة كلينتون مثل بيونسيه وليدي غاغا وبروس سبرينغستين وجون بون جوفي.
وعند منتصف ليل الإثنين - الثلاثاء، أطلق الناخبون الثمانية في ديكسفيل نوتش في شمال شرق الولايات المتحدة، رمزياً الانتخابات الرئاسية في تقليد مُتّبع منذ العام 1960، ما أدى إلى منح هذه البلدة صفة «الأولى في البلاد».
ووضع كلاي سميث أول بطاقة اقتراع في الصندوق الخشبي في فندق «بالسامرز» في القرية الواقعة في جبال الأبــالاش في شمال ولاية نيــو هامشاير على حدود مقاطعة كيبــيك الكندية، والمعــروفــة بأنها معقل للجمهوريين وتُرفع في كل زاوية فيــها صور دونالد ترامب، وليس فيها اي صــورة لهيلاري كلينتون.
ومع ذلك، اختارت ديكسفيل نوتش وزيرة الخارجية السابقة في إدارة اوباما، إذ حصلت على أربعة أصوات في مُقابل صوتَين لترامب وصوت واحد للمرشّح الليبرتاري غاري جونسون، فيما أُلغي تصويت أحد الناخبين لأنه صوّت لميت رومــني المرشّح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية السابــقة والذي خسر أمام الرئيس الحالي باراك أوبامــا في انتخــابات العام 2012.
ونظراً لكونه يوم عمل عاديا، توافد الناخبون الأميركيون (دُعي 225 مليون ناخب)، منذ ساعات الصباح الأولى، إلى مكاتب الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد، وأعضاء مجلس النواب الأميركي، وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، والمُحافظين في 12 ولاية، والمُشرّعين في 44 ولاية.
وعند الساعة 13:00 بتوقيت غرينتش، أدلت كلينــتون بصوتها في مدرسة ابتدائيــة قرب منزلها في تشاباكــوا في ولاية نيويــورك برفــقة زوجها الرئيس الأســبق بيــل كلينــتون، حيث انتظرها لأكثر من ساعة حشد متحمّس يضمّ حوالي 150 شخصاً.
وأعربت عن سعادتها، مُؤكدة أن الكثير من الأشخاص يُعوّلون على نتائج هذه الانتخابات.
كما صوّت المُرشّح لمنصب نائب الرئيس مع كلينتون، تيم كاين برفقة زوجته منذ الصباح الباكر في دار للعجزة في معقله في ريتشموند في ولاية فرجينيا. كما أدلى نائب الرئيس جو بايدن بصوته صباحاً.
مرتدياً بزّة قاتمة اللون وربطة عنق زرقاء تُرافقه زوجته ميلانيا وابنته ايفانكا وأحد أحفاده، وصل ترامب وسط موكب من الليموزين إلى مدرسة في مانهاتن المعقل الديموقراطي. صافح البعض وتوجّه إلى كشك صغير لشراء قطعة حلوى من طفل، قبل أن يُدلي بصوته على وقع صيحات استهجان الناخبين «نيويورك تكرهك»، في إشارة إلى المدينة التي حقّق فيها رجل العقارات المعروف ثروته.
وبعد إدلائه بصــوته، قال ترامب: «كانت عملية جميلة. هذا الشــعب مذهــل»، لكنه أضاف: «إذا لم أفز فسأعتبر ذلك مضــيعة كبيرة للوقت والطاقة والأموال».
وحين سُئل عما إذا كان على استعداد للاعتراف بهزيمته في حال فوز كلينتون، قال: «سوف نرى ما سيحصل». وهو الجواب الذي أدلى به سابقاً خلال مناظرته التلفزيونية الأخيرة مع كلينتون، ما دفع الديموقراطيين والمُراقبين السياسيين للتنديد بتشكيكه في النظام الانتخابي الأميركي المبني على انتقال سلس للســلطة بعد اعتراف المرشّحين بالنتائج.
وفي أكبر عملية لضبط الأمن في تاريخها، نشرت نيويورك أكثر من خمسة آلاف شرطي بعدما أعلن المرشّحان عزمهما مُتابعة نتائج الانتخابات ليل الثلاثاء - الاربعاء.
وتعتزم كلينتون عقد لقاء ليلة الانتخاب في مركز «جاكوب كيه جافيتس» للمؤتمرات قرب نهر هدسون، في حين سيكون تجمّع ترامب في فندق هيلتون في مانهاتن.
وتأتي الجهود الأمنية المُكثّفة للمدينة بعدما تلقّت السلطات الاتحادية تهديدات بهجمات يعتزم تنظيم «القاعدة» شنّها على مدينة نيويورك وتكساس وفرجينيا في يوم الانتخابات.
(«السفير»، ا ب، ا ف ب، رويترز)