2025-05-19 05:17 ص

التنافس على عضوية المركزية والعيون على رئاسة المشهد السياسي

2016-11-10
القدس/المنـار/ ترى غالبية كبيرة من المرشحين لعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في مؤتمرها السابع نهاية الشهر الجاري، أن نجاحهم هو الطريق للامساك بمقود المشهد السياسي الفلسطيني، لذلك تشتد حمى التنافس بين المحاور الآخذة في الظهور مع اقتراب عقد المؤتمر، وكثيرون يرون أنهم قادرون على حمل مسؤولية الرئاسة، ولا يكترثون لطريقة الوصول أو هوية الأحضان المنتظرة ودرجات حراراتها!!
الأكثر وضوحا، محوران يتصارعان على الفوز بمقاعد المركزية الثمانية عشرة، أما الأعضاء الثلاثة الآخرون فهم يعينون من جانب رئيس الحركة، وبالتالي، أحد المحورين يضمن الأسماء الثلاثة، فالمحور المذكور هو الأقرب لصانع القرار، ومنهم من يتطلع الى الرئاسة وسيتحدث فيها، بلغات مختلفة بعد فوزه، وسوف يحرص على دراسة على ما يتلقاه من عروض.
المحور الأول، يضم عددا من أعضاء مركزية فتح الحاليين، ومنهم من واجه التحفظ على انضمامه الى المحور الاخر، فلجأ الى المحور المنافس لعل وعسى يعود الى كرسيه في المركزية، وللمحور المذكور حظ كبير في صفوف قواعد فتح، ونصب عينيه هزيمة المحور الثاني، أو على الأقل منعه من اغلاق باب النجاح في وجوههم، وأعضاء هذا المحور يتحركون بقوة، من محافظة الى أخرى، ويعقدون اللقاءات على أشكالها، ضيقة كانت أم موسعة مع أعضاء المؤتمر القادمين من قطاع غزة، تماما كما هو حال المحور الآخر، وكل محور يضع امكانياته واستعداداته للفوز بأصوات هؤلاء الأعضاء، فكل يرحب بهم، رغم الانقطاع الطويل في سنوات خلت.
أما المحور الثاني فهو الأكثر اقترابا وارتباطا بصانع القرار، ويضم عددا من أعضاء المركزية الحالية، ولهم خارطة خاصة بالأسماء ليلجوا جميعا أبواب المركزية، واغلاقها على منافسيهم، وللمحور وسائله الدعائية الخاصة به، وهي الأكثر ثقلا وثمنا.
لكن، المفارقة العجيبة، أن المحورين يتلاقيان بعلم واتفاق أو بعدمها على الحاق الهزيمة، باثنين من أعضاء المركزية الحالية، وهما صائب عريقات ومحمد اشتية، وقد يكون صاحب القرار غير راضٍ على ذلك، والسبب تخوف قيادة المحورين من امكانية تزايد فرصهما للوصول الى سدة الرئاسة، وهنا، يكون استخدام رئيس الحركة حقه في تعيين ثلاثة لعضوية المركزية من صالح، من يتطلع الى وجودهم على كراسي المركزية وغيرها، وهذا من شأنه افشال رغبات المحورين.
وهناك من يمكن تسميتهم بالحكماء، وعلى رأسهم مدير المخابرات ماجد فرج، فهو يحرص على عدم قطع الخيوط مع المحورين، وفي نفس الوقت غير راغب في انتصار محور على آخر، لذلك، هو لا يظهر موقفا مع هذا المرشح أو ذاك، وبحكم موقعه يدرك كيفية التعاطي مع هذه المسألة، أين ومتى، فهو له مرشحيه، وسيكون هو المستفيد في حال توزع الناجحون والفائزون على كل المحاور الرئيسة والفرعية، ويتصرف بحكمة لأن ذلك يخدمه، فربما يكون يوما في قمة المشهد السياسي.