فالعائلة السعودية منذ نصّبها الاستعمار الانكليزي حاكما على نجد والحجاز وتغيير اسم البلاد، وهي تفتعل الفتن وتتآمر على مصر ودورها، ولم تتوقف لحظة عن حربها هذه ضد الشعب المصري، وعندما غرق النظام السعودي التضليلي في مستنقعات عدة جراء عدوانيته وحقده، لجأ الى مصر مستغيثا، يحاول جرها الى تحالف معه لضرب وتدمير الساحات العربية، والمشاركة معه في رعاية العصابات الارهابية، وراح ينثر وعود الدعم وتقوية الاقتصاد المصري، قروضا وودوائع.
واتضح للقيادة المصرية متأخرا أن النظام التكفيري السعودي يخطط لضرب مصر وشطب دورها من خلال جره الى منزلقات خطيرة، في مقدمتها المشاركة في ضرب سوريا واليمن، فأحجمت القيادة المصرية عن مواصلة السير مع هذا النظام الوهابي المفضوح والمعادي للأمة العربية، وأطلقت قيادة مصر مواقف واضحة من ملفات المنطقة، وأكدت على وحدة الدولة السورية ورفضها للمؤامرة الارهابية على شعبها، فكان غضب العائلة السعودية، ولم تستطع اخفاء نواياها وأهدافها المشينة، فأوقفت تصدير النفط ومشتقاته الى مصر، ايذانا باشهار الحرب السعودية على الشعب المصري ودوره، فهؤلاء هم الاعراب المنافقون مشعلو الفتن ومرتكبو المذابح والجرائم ورعاة الارهاب.
ان ريادة الدور المصري ونهوضه وتمكينه هو بوقوف مصر الى جانب شعوب الأمة وقضاياها، فهذا موقف أرض الكنانة على مر التاريخ، وبالتالي، كلما اتجهت القاهرة للتلاحم مع دمشق وبغداد وصنعاء، كلما تعاظم دور مصر، وايضا، الاعراب في الخليج يدفعون باتجاه اشعال الفوضى في الساحة الفلسطينية، فقطوا عن شعب فلسطين أموال الدعم التي أقرتها قمم الدول العربية، وسعى الاعراب لدى القاهرة لجذبهم الى الخندق الذي يستهدف ضرب وتصفية قضية فلسطين، من خلال مواقف سياسية وتدخلات في الشأن الداخلي الفلسطيني لضرب المشهد السياسي، واشهار علاقاتهم مع تل أبيب تطبيعا كلاملا واسعا في كل الميادين على حساب شعب فلسطين، وراحت الماكينة الاعلامية الخليجية ومعها أبواق اعلامية في مصر مشتراة ومأجورة ومدفوع لها، تهاجم شعب فلسطين وقيادته وتطالبه بالتخلي عن استقلالية قراره وثوابته، على مرأى ومسمع من القيادة المصرية، محاولة فرض قيادة جديدة من الوهابيين والعائلات الضالة في الخليج، ومن هنا، كان عتبنا على القيادة المصرية، وحذرنا من انزلاق القاهرة لتقف في الخندق المقابل لشعب فلسطين، أما وأن تكشف الدور الوهابي السعودي لمصر وشعبها، فان القاهرة مدعوة لرفض المسعى الخليجي الخبيث، فقوة مصر من دعمها لشعب فلسطين الذي يفخر بدور القاهرة، ووقوفها الى جانبه على امتداد السنوات الطويلة الماضية، واسناد مصر لقضايا الأمة وبشكل خاص القضية الفلسطينية، هو أحد الاسلحة التي من الممكن أن تستخدمها مصر، لكسر الحصار وأدواته، وحماية مصالحها.
وتقول دوائر سياسية لـ (المنـار) أن النظام التكفيري في الرياض يريد من مصر أن تشاركه سياساته الارهابية في المنطقة، وأن ترسل جنودها لدعم الوهابيين في حربهم العدوانية على شعب مصر، وطلبت الرياض من القاهرة، أن تشارك في تدمير الدولة السورية والتوقف عن انتقاد الارهاب ومحاربته، لكن، مصر رفضت ذلك فكانت فطوة النظام الاجرامي في السعودية بقطع صادرات النفط الى شعب مصر.