2025-05-19 01:42 ص

مبادرة الجهاد الاسلامي كاشفة للنوايا.. المشيخة غير مؤتمنة ومصر الأحرص

2016-11-20
القدس/المنـار/ المبادرة التي طرحتها قيادة حركة الجهاد الاسلامي أثبتت أن هذه الحركة وفي ظل التحديات والأوضاع الخطيرة التي تمر بها الساحة الفلسطينية بأنها اللاعب الوحيد في الساحة، لذلك المبادرة العشرية التي أعلن عنها الأمين العام رمضان عبدالله شلح وجذبت الكثير من الجهات وامتدحها كثيرون من السياسيين جاءت من منطلق الحرص على الشعب ومسيرته والقاعدة الطيبة المتينة التي تستند اليها كل الجهود لرأب الصدع في الساحة، والانطلاق للاستجابة للتحديات وهي كثيرة.
مبادرة الجهاد الاسلامي حسب العديد من الدوائر تكشف حقيقة مواقف الاطراف في الساحة الفلسطينية، وصدق نواياها، ومدى حرصها على تجاو كل العقبات التي تعترض المسيرة الفلسطينية، وهي جاءت من قيادة حكيمة وسطية وحريصة، وفلسطينية بامتياز، لذلك، تلقفتها جهات مؤثرة في مقدمتها مصر، صاحبة الدور الريادي المعروف بحرصه على قضية شعب فلسطين، مصر التي اكتشفت ولو متأخرى سياسات الدول الخليجية الخيانية، ورفضت المؤامرة على الدول العربية وشعوبها، ووقفت بقوة ضد الارهاب ورعاته، مما أثار غضب أنظمة الردة في الخليج، ولأن الدور المصري بالغ الأهمية، تكالبت عليه قوى الحقد والتآمر من خلال مجموعات ارهابية ممولة من قطر وتركيا.
مصر الدور والتاريخ اطلعت على المبادرة العشرية من خلال دعوتها رسميا وفدا من حركة الجهاد الاسلامي للالتقاء بالمسؤولين المصريين، للخروج من الأزمة المتفاقمة في الساحة الفلسطينية، وكسر المواقف المترددة، في انهاء الانقسام وحولت الساحة الى لقمة سائغة في أيدي القوى المعادية والمتربصة اقيليما ودوليا، والمبادرة المذكورة تريد لها مصر وقيادة الجهاد أن تكون قاعدة لحوار فلسطيني شامل ترعاه مصر وتعمل من أجله، ومصر هي الاحرص دوما من غيرها على شعب فلسطين وقضيته، وبالتالي، لتتوقف تحركات المتنقلين بين العواصم حاملين مسألة الانقسام، داعين الى رعاية جهود المصالحة من جانب هذه الدولة أو تلك، وهي دول معروفة بارتدادها، وما تقدمه من خدمات لاعداء شعبنا.
ان الملف الفلسطيني برمته هو في اليد المصرية لامانتها وطهارتها وصدقها، فهناك الكثير من الاسباب والعوامل التي تدفع القاهرة الى رعاية هذا الملف وايجاد الحلول الكفيلة للعديد من القضايا التي تحتضنه صفحات الملف المذكور.
وفي الوقت الذي بدأت فيه القاهرة تحركا جادا بعد اطلاعها على مبادرة الجهاد الاسلامي بحثا عن مسار سليم آمن للخروج من دائرة الانقسام، طلع علينا القابض على ملف المصالحة من جانب السلطة الفلسطينية، ليعلن أن الملف الفلسطيني والمصالحة تحديدا في اليد القطرية، هذه اليد الملطخة بدماء أبناء الأمة والمتحالفة مع اسرائيل والراعية للارهاب.
دوائر متابعة للشأن الفلسطيني أكدت أن مثل هذه التصريحات تستهدف في الدرجة الاولى اجهاض التحرك المصري، واعلان غير صريح رفض مبادرة حركة الجهاد الاسلامي، التي نالت مباركة وتقدير الشارع الفلسطيني، فهي المحك لكشف النوايا وصدق التعاطي مع مصالح الشعب الفلسطيني.
وتضيف الدوائر أنه اذا كانت الجهات ذات العلاقة في الساحة الفلسطينية صادقة في موقفها، وحصرها على مصالح الشعب، فهي مدعوة لمباركة المبادرة والجهود المصرية، والتوقف عن "النطنطة" بين العواصم طلبا لمساعدتها في ملف المصالحة أو الانشغال والاشغال بمسائل ضيقة صغيرة، فمصر هي الأحق في رعاية هذا الملف قبل غيرها، انها عظيمة بدورها وتضحياتها وحرصها، ولا مزاودة عليها، من منتفع هنا، ومرتعش هناك، أو وكيل لهذه الجهة ومقاول لتلك الدولة.