2025-05-19 01:32 ص

الحوار الاستراتيجي مع واشنطن .. متطلبات غير متوفرة وتوقيت غير موفق؟!

2016-12-13
القدس/المنـار/ وفد فلسطيني في واشنطن لـ "حوار استراتيجي" مع الولايات المتحدة، ومنذ زمن طويل لم نسمع عن حوارات استراتيجية بين الادارة الامريكية والقيادة الفلسطينية، في حين أن طبيعة العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، أوجدت تقليدا معمولا به حتى الان لحوارات استراتيجية بين الجانبين على قاعدة التحالف القائم بينهما الى درجة التلاحم العضوي، وتقود هذه الحوارات الاسرائيلية الامريكية طواقم مشتركة، تعقد لقاءاتها واجتماعاتها في السلم والحرب ودراسة المصالح والخطط المشتركة بين الطرفين.
لكن، توجه الوفد الفلسطيني الى واشنطن لحوار استراتيجي، جاء متأخرا، ودون معرفة الاسس التي يبنى عليها هذا الحوار، فالادارة الامريكية الحالية برئاسة باراك اوباما هي في آخر ايامها، وتقوم بترتيبات الرحيل عن البيت الأبيض، لينتقل اليه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، ثم، سيكون عليه هذا الحوار مع دولة، فشلت عمدا، بفعل حرارة العلاقات مع اسرائيل في أن تحقق أي انجاز ولو صغير في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، كذلك، أية مصالح مشتركة بين الفلسطينيين والامريكيين تستحق فتح حوار استراتيجي مع واشنطن.
والاكثر أهمية أن الطواقم لأية حوارات مشتركة بين دولة واخرى، وبين طرفين يفترض أن تتوفر فيها الكفاءة والتجربة والخبرة الكافية، تقف وراؤها طواقم البحث والتحليل والدراسة، لرفد الطاقم الحواري المتميز. وأيضا، هل الحال الذي نعيشه، يدفع باتجاه فتح حوار استراتيجي مع الادارة الامريكية ــ هذا اذا ما تجاهلنا أن الادارة الحالية قد انتهت صلاحيتها ــ ما هي الانجازات التي حققناها، والنجاحات التي حصدناها، لنقفز عن الكثير من المطلوب، الى حوار استراتيجي، بهذا العنوان الضخم، وفي مرحلة تستدعي النظر الى مسائل وأمور أخرى.
ان القيام بهذه المهمة وسفر وفد فلسطيني الى واشنطن يفتح أبوابا كثيرة وتساؤلات عديدة، حول ضرورة رفد العديد من الهيئات والطواقم وحتى على صعيد العلاقات مع الدول، والوزارات الموجودة في أبنية متعددة الادوار!!
ونقطة أخرى، تتعلق بسفر وفد "الحوار الاستراتيجي" الى واشنطن، وهي، لماذا لم يؤخر الوفد سفره الى هناك، الى حين صعود الرئيس الجديد درجات البيت الابيض حيث المكتب البيضاوي، وحينها، يتعزز الوفد بخبرات اضافية، ويغادر لحوار استراتيجي أو تكتيكي، أو أي حوار أيا كانت تسميته، حاملا الملفات المدروسة المعززة بالدلائل والاثباتات والحقائق، وليس بيدين فارغتين.
وبوضوح، الحوار الاستراتيجي مع أمريكا، الآن ليست وقته، وليست مرحلته، وغير مقنع، وعلى الأقل ليس مع ادارة انتهت مدة صلاحيتها، ولتتوقف عن استخدام الحجارة الكبيرة، والعناوين الجزلة، فهي مقلقة وغامضة وتثير الريبة!!