لذلك، تداعيات الأعمال الارهابية في الساحة الاردنية، لها انعكاسات على الاراضي الفلسطينية، وما يصيب الشعب الاردني، يلحق أذى بالساحة الفلسطينية، التي تتألم لأية خسائر تحدثها الاعمال الارهابية المدانة، وهذه الاعمال التخريبية المدمرة تفرض على القيادتين في رام الله وعمان تبديد أي فتور بينهما باتجاه تعزيز العلاقات الى درجة التلاحم في وجه المؤامرة الارهابية التي تستهدف الساحتين الاردنية والفلسطينية.
وحتى يتحقق هذا الهدف بسد الثغرات واصلاح الخلل يفترض التعاطي بحذر مع الدول الخليجية التي تخوض حروبا ارهابية ضد الشعوب العربية بالوكالة من اسرائيل وأمريكا، وعدم الانسياق وراء سياساتها، ووعودها، حفاظا على مصلحة الشعب الاردني، وحماية لسيادته وقراراته، فما يتعرض له الاردن في هذه الايام هو ارتداد ارهابي ما كان ليقع، لو أن القيادة الاردنية لم تفتح الأبواب على مصاريعها للنظام التكفيري في الرياض لضخ الارهابيين والاسلحة بعد تدريبهم في معسكرات خاصة بالاردن باتجاه الاراضي السورية، هذه السياسة الوهابية وصمت القيادة الاردنية، دفع بآلاف الاردنيين للحاق بالعصابات الارهابية، لتدمير ساحة الشقيقة سوريا، ومع هزائم الارهابيين في سوريا، بدأ الارهابيون الذين غادروا الاردن بالعودة اليها، لتشكيل الخلايا التخريبية وتخزين السلاح للعبث بالساحة الاردنية وضرب استقرارها، وهو جزء من المشروع التكفيري الوهابي، الذي يخدم اسرائيل في النهاية ويضرب الأمن والأمان في ساحة حرصت عليهما، مما ميز الساحة الاردنية عن غيرها من الساحات.
إن الاحداث الارهابية التي شهدتها الاردن، تؤكد وجود مخطط شرير خبيث لاشعال الفوضى في الاردن وضرب قواعد الأمن فيها، والمس بحزام الأمان الذي حافظت عليه المملكة، وهنا، وفي اطار الردود على المؤامرة الارهابية يفترض تعزيز التنسيق الامني بين عمان ورام الله، لأن الساحتين مستهدفتان، وما يصيب الاردن، صداه في فلسطين، وثانيا، يجب لجم التدخل الوهابي السعودي في الساحة الاردنية واغلاق معسكرات تدريب الارهابيين التي تمولها المملكة الوهابية التكفيرية، وضرورة اغلاق المسارات الحدودية المفتوحة لتنقلات الارهابيين من والى سوريا، وبعد تعرض الاردن للاعمال الارهابية لم تعد هناك موانع ومحاذير من ضرورة استئناف العلاقات بين دمشق وعمان، والتنسيق المشترك معا لملاحقة العصابات الارهابية، ولطالما حذر الرئيس السوري بشار الاسد من تداعيات الارهاب الذي لا دين له.
وليس هناك أدنى شك من وقوف الشعب الفلسطيني الى جانب الشعب الاردني، في مواجهته للمؤامرة الارهابية، أيا كانت الجهات التي تقف وراءها، وما يكنه الشعب الفلسطيني لشقيقه الاردني أو السوري ليس مجرد تضامن لفظي، وانما مشاركة فاعلة، في منع أي ارتداد ارهابي الى ساحتي الشعبين، والوقوف الجاد والصادق مع شعب سوريا، أحد الاسلحة الهامة لافشال مؤامرة ضرب الاستقرار في الاردن.