وقبل أيام شاركت السنغال في انتزاع قرار مجلس الأمن الدولي بتجميد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية، وهذا الموقف يستدعي قراءة شاملة، تقوم بها الدبلوماسية الفلسطينية، التي عجزت عن تحقيق انجازات في القارة السوداء، لتتحول الى ميدان تسرح فيه اسرائيل كيفما تشاء.
لقد قام مؤخرا أكثر من عشرة وزراء أفارقة بزيارة اسرائيل، ثمرة التحرك الدبلوماسي الاسرائيلي في القارة السوداء، دون أن يظهر أي أثر لتحرك دبلوماسي فلسطيني يمكن أن يحقق مكاسب، أو وجود خطة مدروسة بعناية لتحرك دبلوماسي فلسطيني مضاد مستندا على فهم وادراك لما تتعرض له دول القارة السوداء، ومنها السنغال.
الموقف السنغالي الاخير يفرض اعادة تقييم نشاطات الدبلوماسية الفلسطينية، ومساءلة المسؤولين عن أسباب فشلها في اختراق العديد من الساحات الافريقية، والعوامل التي حولت هذه الساحة الى ميدان نجاحات للدبلوماسية الاسرائيلية، وهذا يطرح تساؤلا كبيرا، حول تغييب القيادات الدبلوماسية ذات الاختصاص عما يدور من أنشطة وهزائم وتراجع، تتستر عليه، ولا تعرض هذا السقوط صراحة على الرأي العام الفلسطيني، وكذلك، ماذا يعني غياب العقاب والمساؤلة، وتحديد المسؤولية عن هذا الخلل الذي يتسع يوما بعد يوم، وبكل صراحة يبدو أن البعض يحمل دوما الاقنعة للتغطية على العجز والفشل، لا يفرق بين نجاح وفشل وهذا هو سر الجمود الذي يسيطر على الدبلوماسية الفلسطينية، باعتراف الكثير من الدوائر السياسية في الوطن والخارج، بفعل انعدام الكفاءات المغيبة التي تتواجد في بيئة طاردة لا يراد لها أن تتقدم وتبدع وتنجز نجاحات عظيمة خلاقة.
ونأمل أن يكون موقف السنغال حافزا للدبلوماسية الفلسطينية للتحرك داخل الساحة الافريقية، وحشد تأييد دولها لصالح القضية الفلسطينية، ورفع الجدران في وجه الدبلوماسية الاسرائيلية التي لها أذرعها في مختلف القارات.