2025-05-11 06:46 ص

ترامب و الخليج، الحبل السري بين كوشنر و بن سلمان

2018-01-14
ربما يشكل ما كشفه مايكل وولف في كتابه “نار وغضب” عن دور للرئيس الأميركي دونالد ترامب في حصار دولة قطر فصلا جديدا في معرفة خلفيات أولى غزوات سيد البيت الأبيض الخارجية.
فالكتاب يشير إلى ترامب بإعتباره متورطا في الأزمة الخليجية، وتشير أصابع الإتهام إلى أن كل ما يجري يمر عبر “الحبل السري” الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاريه.

الكتاب الذي صدر نهاية العام الماضي، كشف كثيرا من المعلومات والأسرار التي عكست طريقة تعامل ترامب وإدارته مع الأزمة الخليجية وقضايا العالم العربي، فقد ذكر الكتاب أن الأمير محمد بن سلمان حين كان وليا لولي العهد في السعودية، وبعيد فوز ترامب في إنتخابات الرئاسة الأميركية، إتصل بجاريد كوشنر وعرض نفسه عليه “كرجل كوشنر” في المملكة وينقل الكتاب عن كوشنر قوله لأحد أصدقائه بعد الاتصال “وجدت صديقا في أول يوم بالمدرسة الداخلية”.

وولف قال في كتابه أيضا إن محمد بن سلمان هو بمثابة الوسيط الذي تعهد للولايات المتحدة بأن يختصر عليها الطريق في ملفات المنطقة، على أن يحصد مقابل ذلك شيئا من “عظمة أميركا”.

ويشير الكتاب إلى أن هذه العلاقة أثارت قلقا متناميا لدى فريق ترامب للسياسة الخارجية، الذي رأى أن كوشنر يتعرض للخداع من شخص “إنتهازي عديم الخبرة”، في إشارة إلى محمد بن سلمان، وأن هذه السياسة قد تبعث رسائل خطيرة إلى الأمير محمد بن نايف الذي كان وليا للعهد آنذاك.

ويمضي الكتاب فيقول إن خطة كوشنر وبن سلمان كانت مباشرة بطريقة لم تعهدها السياسة الخارجية الأميركية، وهي “إذا أعطيتنا ما نريد سنعطيك ما تريده”.

وبعد ذلك قدم بن سلمان ضمانات وتعهد بأخبار سارة للأميركيين، فتم توجيه دعوة رسمية له للقاء ترامب بالبيت الأبيض في مارس/آذار 2017 وذكر الكتاب أن ترامب أبلغ أصدقاءه بعد تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية أنه هو وصهره جاريد كوشنر قاما بهندسة انقلاب سعودي بالقول “لقد وضعنا الرجل الذي يخصنا على القمة”.

والملفت أن أولى ثمرات العلاقة الجديدة بين ترامب ومحمد بن سلمان كانت الأزمة الخليجية، حيث يكشف الكتاب عن أن ترامب تجاهل نصيحة فريقه للسياسة الخارجية، وتحداها، عندما منح السعودية موافقته على ممارسة البلطجة ضد قطر.

كما كشف عن أن ترامب أبلغ المحيطين به بأن الرياض ستمول وجودا عسكريا أميركيا جديدا في السعودية، ليحل محل القيادة الأميركية الموجودة في قطر.

وتقلبت مواقف ترامب من الأزمة الخليجية، فمن تأييد دول الحصار في بدايتها، إلى رفضه عملا عسكريا ضد قطر، وصولا للسعي للتوسط لحلها في النهاية.

ففي اليوم التالي لإعلان الدول الأربع الحصار على قطر، قال ترامب في تغريدة له “خلال رحلتي الأخيرة للشرق الأوسط، ذكرت أنه لا يمكن أن يكون هناك تمويل للأيديولوجية الراديكالية، وأشار القادة الحضور إلى قطر”.

ثم قال في تغريدة أخرى “من الجيد جدا أن زيارتي للمملكة للقاء الملك السعودي وقادة خمسين دولة بدأت تؤتي ثمارها، فقد أكدوا أنهم سيتخذون موقفا متشددا من تمويل الإرهاب”، ثم تابع قائلا “جميع الإشارات كانت تشير إلى قطر بدعمها للتطرف، ولعل هذا سيكون بداية النهاية لرعب الإرهاب”.

وقصة الحبل السري بين كوشنر وبن سلمان حضرت بقوة في ملفات أخرى، وأبرزها سعي ترامب لعقد ما سماه مرارا “صفقة القرن” للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

حيث يورد كتاب “نار وغضب” أن ترامب بدا شبه واثق من إمكانية صنع سلام في الشرق الأوسط، وأنه قال للمحيطين به “إن العرب إلى جانبنا كليا بفضل كوشنر، لقد تم الإتفاق”.

والملفت أن الرئيس الأميركي الغارق في أزماته الداخلية لا يزال بعد عامه الأول في البيت الأبيض ماضيا في سياساته وتحالفاته التي لا يعرف إن كان سيستمر بها، وسط تساؤلات عن مآلاتها ليس على المصالح الأميركية فحسب، بل على أمن المنطقة الغارقة في الأزمات والحروب.

الجزيرة