2024-11-30 02:42 م

انتفاضة ثالثة.. قد ترسم معادلات جديدة

2019-02-23
القدس/المنـار/ اسرائيل والولايات المتحدة تتحملان تردي الاوضاع في الساحة الفلسطينية، والطرف الثالث يتمثل في أنظمة الردة التي تشارك واشنطن وتل أبيب ممارسة الضغوط على الشعب الفلسطيني، وفي مقدمة هذه الضغوط الحصار المالي متعدد الجوانب. القيادة الفلسطينية من جانبها، تحمل الاطراف الثلاثة، وأن لم تذكر الفريق الثالث بالاسم مسؤولية ما قد يترتب على هذا الحصار والتردي من نتائج وتبعات.. وهي لم تذكر أيضا طبيعة هذه التداعيات. لكن، العديد من الدوائر في أكثر من عاصمة يحذرون من انفجار الاوضاع في الساحة الفلسطينية جراء تصعيد الحصار المالي الذي يمس كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ووصلت تحذيراتهم الى حد التخوف من امكانية اندلاع انتفاضة ثالثة، متوقعة في ذات الوقت أن يكون الانفجار في فترة قريبة قادمة تدفع الى اشتعالها وبقوة العديد من العوامل والأسباب.
علاوة على الحصار المالي، هناك الاعدامات اليومية، وتكثيف الاستيطان والحملات الضريبية ومصادرة الاراضي والاعتداءات المتكررة المتصاعدة بدعم سلطات الاحتلال على الاماكن المقدسة.
ويرى المراقبون أن الفلسطينيين لم يعد قادرين على تحمل المزيد من الظلم والقهر، ولم يعودون يعيرون انتباها لمواقف السلطة الفلسطينية وردودها "الدبلوماسية" واخفائها حقائق المواقف العربية، وبالتالي الفلسطينيون لن يتلقوا اية تعليمات من اي طرف رسمي حول ما هية الرد على الحصار المالي الخانق، فالاعدامات الميدانية في تصاعد والاعتقالات تزداد شراسة والقمع متواصل، وسرقة أموالهم تهدد لقمة عيشهم والمساعدات متوقفة، وبالتالي، هم الان على مرمى حجر من انتفاضة ثالثة قد تندلع في اية لحظة، بمعنى أن ساحة الصراع مقبلة على أعمال عنف دموية، ولن تكون الساحة الاسرائيلية وحدها في مواجهة الخريف القادم.
العديد من الدوائر تفيد بـأن انتفاضة ثالثة، ستعيد كل شيء الى المربع الأول، مواقف ومبادرات وخطط، وتشظي واذلال ومهانة، ولهاث مخز نحو احضان اسرائيل، وفي حال اندلعت انتفاضة ثالثة، فلن تكون هناك خطوط حمراء حيث يصبح كل شيء جائز ومتاح، ولكل فعل رد فعل انتفاضة جديدة يعني أيضا أن معادلة جديدة سترسم وترتيبات جديدة ستتضح معالمه ومؤامرات عديدة ستندحر.
دوائر دبلوماسية ترى أن اندلاع انتفاضة ثالثة، ستطيح بالسلام الاقتصادي وتكسر باشكال الحصار المختلفة من جانب اسرائيل وامريكا، وأنظمة الردة العابثة في الساحة الفلسطينية، والمراهنة على استسلام الفلسطينيين أمام الحصار المالي، فالانتفاضة هي الرد الفلسطيني على التلاعب بعملية السلام والتمادي في قهر الفلسطينيين واعلان صريح عن الرفض الفلسطيني لسياسات واشنطن وحلفائها ومبادراتهم وحصارا للانظمة المرتدة ومقاوليها، والاهم انها ستكون فاتحة عهد جديدة في ساحة انهكها الانقسام وتباين المشاريع والمواقف وتدفق الاجندات الغربية المشبوهة، انتفاضة لها مشروعيتها واهدافها وتداعياتها على اكثر من ساحة خاصة تلك القريبة من ساحة الصراع.
اسرائيل من جانبها، خرج من حذر من تداعيات ممارسات قياداتها بمستوياتها المختلفة، غير أن الصراع الانتخابي ومعارك الفوز بمقاعد الكنيست أعمى هذه القيادات وظلت متمسكة بسياسة أن الدم الفلسطيني، هو أحد الأثمان الرئيسة في المعارك الانتخابية، غير مكترثة لرد الفعل الفلسطيني، الذي بات ولعوامل عديدة مؤكدا.