2024-11-30 05:28 ص

هل ينتقل ملف المصالحة من مصر الى مشيخة قطر؟!

2019-05-20
القدس/المنـار/ في حديث للأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد نخالة على "قناة الميادين" أكد أن "مصر لن تكون راعية لملف المصالحة خلال الفترة المقبلة"، وجاء تصريح النخالة بعد أيام قليلة من جولة محادثات أجراها في القاهرة مع رئيس جهاز المخابرات المصرية.
وفي ذات الوقت هناك فصائل فلسطينية وصفت الدور المصري في رعاية ملف المصالحة بأنه "ضعيف وغير جاد" ودعت الى البحث عن وسيط آخر يملك أوراق ضغط وتأثير أقوى على حركتي فتح وحماس، لطي صفحة الانقسام السوداء المستمر منذ أكثر من 12 عاما.
ومؤخرا لوحظ تعزيز في العلاقات بين الدوحة ورام الله، يقابله تقدم في العلاقات بين مشيخة قطر وحركة حماس، فهل تتفق الحركتان فتح وحماس على رعاية قطرية لملف المصالحة أي العودة مجددا بهذا الملف الى الدوحة المتمتعة بعلاقات حيدة مع السلطة الفلسطينية وحكم حماس في قطاع غزة.
مصادر في القاهرة ذكرت لـ (المنـار) أن القيادة المصرية تجد في تحقيق نجاح في انجاز تفاهمات بين حماس واسرائيل أكثر أهمية لها في هذه المرحلة، وبالتالي، لم تتوقف مساعيها لابرام اتفاق تهدئة في غزة لسنوات، وهذا يعني بوضوح أنها وضعت ملف المصالحة على الرف، ولن تعارض في رعاية جهة ما لهذا الملف.
ويبدو أن القاهرة، تدرك صعوبة ملف المصالحة، وأنها غير معنية في حهود حازمة وحاسمة، وفرض ضغوط على هذا الجانب أو ذاك حتى لا تخسر العلاقة مع أي منهما، فهي لها مصالح مع الجانبين، وثانيا، وجدت في جهود انجاز التهدئة بين اسرائيل وحماس الافضل في هذه المرحلة، في ضوء رغبة الجانبين في التوصل اليها، وبالتالي، مصر ضامنة للنجاح الذي سيسجل لها.
المصادر ذاتها تحدثت عن أن القيادة المصرية أبلغت رام الله وغزة، أنها لم تعد راغبة في الاستمرار برعاية ملف المصالحة، بمعنى آخر "ليبحث الجانبان فتح وحماس عن وسيط آخر" وبطبيعة الحال وجدت مشيخة قطر الفرصة لرعاية الملف، مع أنها والعديد من الدوائر وحتى داخل الفصائل الفلسطينية في الساحة تدرك أن انهاء هذا الملف بنجاح غير وارد في هذه المرحلة لاعتبارات اقليمية ودولية، فمصر وقطر تدركان أن التحرك الامريكي ليس معنيا بنجاح المصالحة فطرح صفقة القرن اقترب، ومن عوامل نجاحها أن يتكرس الانقسام في الساحة الفلسطينية، كما أن مشروعي الحركتين حماس وفتح لا تلاقي بينهما لأسباب عديدة، وكل الجهات التي رعت هذا الملف على علم بذلك، وبالتالي، راوح الملف المذكور مكانه، رغم تنقله بين العواصم، وهذا ادركته القاهرة بعد سنوات من الرعاية، وهي لم تكن معنية ـ رغم تعهدها ـ بالكشف عن الطرف المعرقل، ولم تضغط بما فيه الكفاية على الجانبين لانهاء الانقسام، وتدرك القاهرة أيضا القوى المؤثرة على كل من حماس وفتح، ويبدو أنها أحد أسباب تعطل المصالحة.
المصادر تؤكد أن فتح وحماس تلقتا رغبة المشيخة القطرية في رعاية ملف المصالحة وهناك من قيادات الصف الاول في السلطة الفلسطينية يدفع بالملف باتجاه الدوحة في حين تتحفظ على ذلك قيادات لها علاقات طيبة مع المملكة الوهابية السعودية والمشيخة الاماراتية.
والمؤكد حسب مصادر اعلامية أن القاهرة أبلغت حماس وفتح تخليها عن جهودها ورعايتها لملف المصالحة، وما عليهما الا البحث عن بديل، وجاء في الموقف القطري "مماحكة" بعرض رغبتها في رعاية هذا الملف، ونكاية في القاهرة، والمشيخة القطرية تعي تماما، أن ليس مطلوبا تحقيق المصالحة في الساحة الفلسطينية، ولن تكون جادة أو صادقة في جهودها وستحافظ على دوران ملف المصالحة في حلقة مفرغة.!!