2025-04-08 12:55 ص

كيف تدعم "مايكروسوفت" آلة الحرب والإبادة "الإسرائيلية" في غزة؟

2025-04-07

في مقطع فيديو حصد تفاعلات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، قامت المهندسة المغربية في شركة مايكروسوفت، ابتهال أبو السعد، بمقاطعة الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الشركة، مصطفى سليمان، احتجاجًا على "تورط مايكروسوفت في عقود تكنولوجية مع الجيش الإسرائيلي"، وذلك خلال احتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس الشركة. وظهرت أبو السعد وهي تقترب من منصة الاحتفال، وتقول بصوت مرتفع أمام الحضور: "عار عليك"، في إشارة إلى سليمان، البريطاني من أصل سوري. وتابعت: "تزعم أنك تستخدم الذكاء الاصطناعي من أجل الخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي... 50 ألف إنسان قتلوا، ومايكروسوفت تساهم في الإبادة الجماعية في منطقتنا". ولم تكن ابتهال أبو السعد الموظفة الوحيدة التي احتجت خلال الفعالية على دعم الشركة لإسرائيل في تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قاطعت موظفة أخرى تُدعى فانيا أغراوال فقرة ضمّت الرئيس التنفيذي السابق بيل غيتس، والرئيس التنفيذي السابق ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي الحالي ساتيا ناديلا. وأعدت وكالة أسوشيتد برس تقريرا في وقت سابق يُظهر أن نماذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و "OpenAI"قد تم استخدامها كجزء من برنامج عسكري إسرائيلي لاختيار أهداف القصف خلال الحروب الأخيرة في غزة ولبنان. كما تضمن التقرير تفاصيل عن ضربة جوية إسرائيلية خاطئة في 2023 استهدفت مركبة كانت تحمل أفرادا من عائلة لبنانية، مما أسفر عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات وجدتهن.  كيف تخدم مايكروسوفت آلة الحرب الإسرائيلية في غزة؟ كما وكشفت وثائق داخلية مسربة، أن شركة مايكروسوفت تعدُّ من بين عمالقة التكنولوجيا الذين عززوا تعاونهم مع (إسرائيل)  كمزود رئيسي للخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي، خلال المرحلة الأشد وحشية من حرب الإبادة على قطاع غزَّة، منذ الـ 7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 الماضي. وبحسب وثائق حصل عليها موقع Drop Site News ، برزت (إسرائيل) كواحدة من أكبر شركاء مايكروسوفت على مستوى العالم، حيث بلغت تكاليف الدعم الهندسي والاستشارات حوالي 10 ملايين دولار منذ بدء حربها على غزة. ومع وجود مشاريع دعم إضافية بقيمة 30 مليون دولار قيد الدراسة في عام 2024، لم يكن من الممكن تحديد الحجم الإجمالي لعقد (إسرائيل) مع شركة التكنولوجيا، والذي من المتوقع أن يكون أكبر بكثير، من الوثائق. وشهد استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لخدمات مايكروسوفت نموًا غير مسبوق، حيث قفز استخدام التخزين السحابي بنسبة تزيد عن 155 في المائة بين يونيو 2023 وأبريل 2024، وبلغ ذروته قبل هجوم رفح في مايو 2024. وتشمل الخدمات الأكثر استخدامًا من مايكروسوفت أدوات الترجمة وAzure OpenAI، والتي تمثل ما يقرب من 75 بالمائة من إجمالي الاستخدام العسكري. وتثير التقارير حول التقنيات التي تستهدف الذكاء الاصطناعي مثل لافندر، الذي يحلل البيانات حول ما يقرب من 2.3 مليون من سكان غزة لتحديد الاتصالات المحتملة مع حماس، قلقا خاصا. وبحسب تقارير إعلامية مقرها (تل أبيب)، حدد النظام في البداية نحو 37 ألف فلسطيني باعتبارهم "مشتبه بهم". وقد أشعلت الحرب في غزة ما يمكن وصفه بـ"الاندفاع نحو الذهب" بين شركات التكنولوجيا التي تسعى إلى الحصول على عقود عسكرية، حيث عرضت شركة مايكروسوفت خصومات كبيرة لتأمين شراكات دفاعية مع (إسرائيل). وتسلط الوثائق الضوء على اتجاه أوسع لشركات التكنولوجيا التي تدعم العمليات العسكرية، وتردد صدى اكتشافات مماثلة حول المساعدة التي تقدمها جوجل في مجال الذكاء الاصطناعي للقوات الإسرائيلية. وتوضح الوثائق المسربة كيف دعمت مايكروسوفت مجموعة من الأنشطة الحساسة، بما في ذلك: استخدام منصة Azure السحابية من قبل وحدات استخبارات عسكرية متعددة، منها الوحدة 8200 والوحدة 81 التي تطور تقنيات تجسس متقدمة لمجتمع الاستخبارات الإسرائيلي. نظام "رولينغ ستون" الذي تستخدمه قوات الأمن الإسرائيلية لإدارة سجل السكان وحركة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، والذي يعتمد على تكنولوجيا مايكروسوفت. خلال الهجوم على غزة، استخدمت وحدة "أوفيك" التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي مجموعة مايكروسوفت من أنظمة الاتصالات والرسائل لإدارة قواعد بيانات ضخمة للأهداف المحتملة للضربات القاتلة المعروفة باسم "بنوك الأهداف". كما عمل موظفو ومتعاقدو مايكروسوفت بشكل وثيق مع أفراد الجيش الإسرائيلي، وقدموا المشورة والدعم الفني عن بُعد ومن داخل القواعد العسكرية. خلال الهجوم على غزة، قدم مهندسو مايكروسوفت دعمًا لوحدات استخباراتية مثل الوحدة 8200 ووحدة تجسس سرية أخرى، الوحدة 9900 –التي تجمع وتحلل المعلومات الاستخباراتية البصرية– لدعم استخدامهم للبنية التحتية السحابية. ووفقا للوثائق، بين بداية الحرب في أكتوبر 2023 ونهاية يونيو 2024، وافقت وزارة الحرب الإسرائيلية على شراء 19 ألف ساعة من خدمات الدعم الهندسي والاستشاري من مايكروسوفت لدعم مجموعة واسعة من وحدات الجيش. يبدو أن الصفقات حققت حوالي 10 ملايين دولار كرسوم لمايكروسوفت.

المصدر: فلسطين اون لاين